سألني صديق ذات مرة : هل هناك حضارة تبنى على الظلم كما قالوا عن الحضارة الفرعونيه رغم ان القران ذكرها ، فاجتهدت وأجبت بما أعرف وهو ربما يكون خطأ يحتمل أن يكون صوابا أو صوابا قد يكتنفه الخطأ وأنتظر مداخلات الأصدقاء لتعمق الموضوع ؛
فقلت بداية أقر أنه ليس المسئول بأعلم من السائل إلا أنه لا ضير من تبادل المعرفة والثقافة ومن هذا المنطلق أقول معظم الحضارات المعروفة تاريخيا قد بنيت علي الظلم فعلا فالحضارة الرومانية قامت علي اضطهاد العبيد واستغلالهم أسوأ استغلال والحضارة الإغريقية قامت علي الاحتلال وحضارة الغرب الحديثة قامت علي نهب ثروات الشعوب في آسيا وأفريقيا والحضارة الأمريكية المعاصرة قامت علي ظلم وإبادة الهنود الحمر وحضارتنا الفرعونية قامت علي السخرة والطبقية حتى الحضارة الحديثة التي بناها محمد علي قامت علي النظام الإقطاعي واستغلال الفلاحين وسخرتهم أما مسألة العدالة فهي قيمة تاريخية ثابتة نظريا بحكم أن العدل هو الله وميزان العدل ثابت ومعروف في التاريخ علي المعابد المصرية القديمة وفي جميع الرسالات السماوية والديانات الوضعية أيضا ومع هذا وعلي المستوي التطبيقي تجد أن تلك القيمة المطلقة ( العدالة ) قد اكتسبت في الحياة العملية مفهوما نسبيا يختلف من الحاكم إلي المحكوم بمعني أن كل طبقة تحكم تري أنها تطبق العدل الذي يخدم مصالحها فعدالة الرأسمالية خدمت مصالح الإقطاع ورأس المال وعدالة الشيوعية خدمت البرولتاريا وحثي المتطرفون في الدين في كافة الأديان يرون أنهم يطبقون العدل الإلهي ولكنه في حقيقة الأمر العدل الذي يخدم مصالحهم فلا مانع لدي الكاثوليك أن يضطهدوا الأرثوذكس أو البروتستانت وقامت بينهم حروبا مستعرة استمرت لسنوات طويلة في أوريا عبر القرون الوسطي والحديثة أيضا وما يحدث الآن في الدول الإسلامية من صراع حيث يري الشيعة أنهم علي الحق ويري أهل السنة أنهم منفردون أصحاب الحق بل إن هؤلاء وهؤلاء قد انقسموا فينما بينهم وتفرقوا وأصبح من أهل السنة جماعات تري أنها تطبق العدل الإلهي وتحكم بما أمر الله فتكفر من سواهم وتقتلهم وتنهب أموالهم وتخرب ديارهم وتسبي نساءهم رغم أنهم كما يقول شيخ الأزهر أنهم أهل قبلة ويشهدون بالوحدانية لله وبالرسالة لنبيه ورسوله محمد صل الله عليه وسلم فضاعت الحقيقة بين الجميع ويصر الجميع أنهم أهل الحق والعدالة وينما يبني اليهود المعاصرون ديارهم وينمون حضارتهم التي تزداد ازدهارا يوما بعد يوم في مقابل تخريب ديار المسلمين وتدمير قواهم ومقدراتهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا والسودان ومصر وحثي لا أطيل أختم بمضمون حديث ثبتت صحته عن الرسول صل الله عليه وسلم حيث يقول فيما معناه أن اليهود افترقت علي واحد وسبعين شعبة كلهم في النار إلا واحدة وافترقت النصارى علي اثنين وسبعون شعبة كلهم في النار إلا واحدة وتفترق أمتي في آخر الزمان علي ثلاثة وسبعون شعبة كلهم في النار إلا واحدة فمن هي الشعبة الواحدة من الشعب المفترقة الآن بين المسلمين التي علي الحق والعدل والتي ستدخل الجنة بينما الباقون جميعا في النار والعياذ بالله ؟ موضوع كبير ومتشعب وشائك والصراحة فيه قد تضر أرجو أن أقرأ تعليق باقي الإخوة لعلنا نستفيد والله تعالي أعلي وأعلم .
وجاءت إضافة ثرية ودسمة في مداخلة الصديق وهو الأستاذ عبد الغني فراج حيث قال ؛
ياستاذ محمد اتكلم مع سيادتك وانا اعرف من انت واعرف تاريخك وقرتك الفكرية والثقافية ومتاكد انك لا تعرف عنن شيئا ولكن احس بانك اخى الاكبر وسعيد بهذا الحوار الذى اتمنى ان يصل الى الجميع وساكلمك بشفافية دون حجاب واتمنى الا اجهدك
تربينا كماتربيت حضرتك تربية دينية واكتسبنا ثقافة البيئة المعلوماتية والسلوكية من المحيطين والمناهج وكتب التراث والمشايخ وكبلنا باوامر ونواهى لا حصر لها ولكنا تطبعنا وفى الجامعة ودراسة الفيزياء والكيمياء والبحتة والميكانيكا وغيرهم واحتكاكنا بالساتذة فوجدناهم ملحدون هم فى وادى غير وادينا ولا داعى لذكر ما كانوا يقولونه ووجدت تعارضا بين التفسيرات فى كتب التراث وبين العلم فقلت ماقالوه ونبذت الدين وراء ظهرى ونفذت حكمة ( جان جاك روسو ) اعمل ماتراه حسنا ولا تبالى بقول الاخرين ولا داعى لذكر.ماعملت ونطمع فى المغفرة التى اعلم مفهومها الذى لايعلمه الجميع المهم بحثت عن الصح فانا ارى ان الكل يموت ولا اريد النار قرات كتب سيد قطب فلم اجد ضالتى فقرات الكتاب المقدس ( التوراة والانجيل ) فاذداد الموقف تعقيدا ولا داعى للهجوم رجعت واحضرت قاموس بجانبى عند قراءة المصحف فوجدت ضالتى فى تفسيرى فكتبت كتابين فى الاهرام وكتبت فى الاعلى التفسير العلمى للقران وانتظرت رد الفعل فلم يهاجمنى احد وهاجموا د مصطفى محمود فى قضيتى الشفاعة وعذاب القبر اللتين انكرتهما فى كتبى قبله وخرج د زغلول النجار وتكلم عن الاعجاز العلمى للقران ولقى اعجاب الجميع واصبحت مادة فى الازهر وكل ماقاله من كتبى وعندما اجتهد كانت اخطاءه فادحة ولو تريد امثلة اطلب كما اننى فكيت شفرة الحروف المقطعة ( النورانية ) مثل الم وكهيعص وغيرها ولا احد يسمع ولا يريد ان يقرأ
القران ياستاذى هو كل مايريده الخالق منا والاحاديث النبوية لم يدونها الرسول ( ص) ولا اتباعه وهذا موضوع يمكن التحدث فيه على حدة ولكن الملوك سيسوا الدين باحاديث تخدم ملكهم فجعلواالناس يؤمنون ويقتنعون بكلامهم وكلها من تعاليم الكتاب المقدس ومعظم الاحاديث النبوية فى كتب التراث من تعاليم الكتاب المقدس واتبع الغرب تعاليم القران فنهضوا واتبعنا تعليمهم فتخلفنا
اما عن العدل فهو نسبى عالميا ومطلق فى كل دولة متقدمة ولا توجد ريشة على رءوس احد والقانون على الجميع وللجميع ويخدم الجميع من اجل نهضة المجتمع ولا تقرا التاريخ دون تفكير فلا توجد سخرة ايام الفراعنة ولا فى حفر قناة السويس ولكن كان هناك ثقافة مثل العبيد والجهل والبطالة لعدم وجود المصانع والتكنولوجيا وعدم وجود اعلام مرئى او مسموع او مقروء ولكن مما لاشك فيه كان هناك عدالة واستغلال لمواهب البشر التى لا تولد الا فى الطبقات المتوسطة وقلما تولد فى الطبقات العليا وانظر للانباء والعظماء والفلاسفة لا يوجد منهم اغنياء سوى سيدنا ابراهيم وسيدنا سليمان الذى ورث سيدنا داود الذى كان فقيرا
اما عن الفراعنة فتركوا حضارة لم يصل اليها العلم الحديث ففى داخل الهرم كان الفراعنة يفتتون الحصوات داخل الكلية بالاشعة ولم يكونوا طبالين وانظر الى موسى عليه السلام ويوسف اخذوا العلم منهم اما عن ادريس عليه السلام ( امنبحتب) فهو اول من خط اول رسالة انسانية عرفها التاريخ ونبعت منها قوانين حقوق الانسان وعلى صفحتى تفسيرات واسئلة وعندى نية للتحاور لاقتنع او اقنع وناسف للاطالة وشكرا لانك جعلتنى اعيش معك بعضا من الوقت واكيد هناك كثير يتابعك ولنفتح الحوار ونستفيد من هذه التكنولوجيا. ولك تحيات