مصطلح المعادل الموضوعي يستخدم كثيرا لدي الكتاب والأدباء خاصة كتاب ونقاد الدراما ولكن يعترف المتخصصون أن هذا المصطلح أصبح مبهما ويفسره البعض تفسيرات بعيدة جدا عن معناه الحقيقي الذى ترجم عن الإنجليزية وهو مفهوم أدبي ارتبط بشكل بارز بالشاعر والناقد ت. س. إليوت.
فما معناه ؟
المُعادل الموضوعي هو مجموعة من الأشياء أو موقف أو سلسلة من الأحداث أو سلسلة من الأفعال التي تُثير عاطفة محددة لدى القارئ دون التصريح بها صراحةً. فبدلا من إخبار القارئ بما تشعر به الشخصية (مثلاً كانت حزينة) يُقدم الكاتب أشياءً ملموسةً تنتج هذا الشعور بشكل طبيعي عندما تختبره الشخصية أو يُلاحظه القارئ فيما يتعلق الأمر في جوهره بإيجاد تمثيل خارجي وموضوعي لعاطفة داخلية ذاتية.
الأصل والتفسير بقلم ت. س. إليوت حيث استخدم إليوت المصطلح لأول مرة في مقالته "هاملت ومشكلاته" (1919) جادل إليوت بأن مسرحية هاملت لشكسبير كانت جزئيًا فاشلة لأن مشاعر هاملت الشديدة لم تكن متوافقة بشكل كافٍ مع الظروف أو الأشياء الخارجية التي يمكنها التعبير عنها أو تبريرها بشكل كامل.
فكتب إليوت "الطريقة الوحيدة للتعبير عن المشاعر في الفن هي إيجاد "مُقابل موضوعي" بمعنى آخر مجموعة من الأشياء أو موقف أو سلسلة من الأحداث التي تُشكل صيغة تلك المشاعر المحددة بحيث عندما تعرض الحقائق الخارجية التي يجب أن تنتهي بتجربة حسية تُستثار المشاعر فورًا."
وترجع أهمية المُقابل الموضوعي أسلوبًا فعالًا لعدة أسباب :
• أظهر لا تخبر: إنه مثال رئيسي على المبدأ الأدبي "أظهر لا تُخبر" مما يسمح للقراء بتجربة المشاعر بدلا من أن يُخبروا عنها.
• تجربة غامرة: تخلق تجربة أكثر غامرة وتفاعلية للقارئ حيث يشارك بنشاط في فهم المشاعر المنقولة والشعور بها.
• الدقة والوضوح : يتيح هذا الأسلوب دقةً ووضوحًا أكبر في التعبير عن المشاعر المعقدة التي قد يصعب التعبير عنها مباشرةً.
• الشمولية: من خلال ربط المشاعر بصور أو مواقف ملموسة يُمكن أحيانًا خلق فهم أكثر شموليةً لتلك المشاعر.
وفي حين انتقد إليوت مسرحية هاملت لافتقارها إلى رابط موضوعي كامل قد يوضح مثال أبسط هذا المفهوم: بدلًا من قول "كان الرجل في حزنٍ عميق"، قد يصف الكاتب ما يلي:
"كانت الألعاب المتربة المنسية متناثرة في غرفة الأطفال الصامتة. بالون واحد مفرغ من الهواء كان يومًا ما نابضًا بالحياة أصبح الآن متشبثًا بضعف بزاوية السقف. رسم حدود بصمة يد صغيرة على زجاج النافذة مفاصله بيضاء."
هنا، تُمثل الألعاب المتناثرة والبالون المُفرغ من الهواء وغرفة الأطفال الصامتة روابط موضوعية لحزن الرجل العميق وشعوره بالخسارة دون التصريح صراحة بتلك المشاعر.
يظل الارتباط الموضوعي مفهوما مهما في التحليل الأدبي والكتابة الإبداعية حيث يؤثر على كيفية تعامل الكتاب مع تصوير العاطفة.