أول صوت إذاعي فتح ودني ومداركي وخيالي وحببني في الإذاعة كانت أبلة فضيلة.. صوتها مش بس دافي لا وكمان قريب قوي تحس أن مامتك هي اللي بتحكيلك الحدوتة.. في أوقات كتير بفتقد الإحساس بالأمان في مدينة قاهرة وواسعة ومع مواقف كتير بمر بيها سيئة موجعة من أقرب الناس ليا.. ف بفتح يوتيوب واسمع صوت أبلة فضيلة وافتكر لما كنت اسمعها وانا خفيفة وأكبر همومي تمن باكو اللبان السحري أو كيس جيلي كولا.. وأن أختي الصغيرة تنزل تلعب معايا ومتعرفش تلعب ف اضطر أشيل عنها الدور وأخليها تلعب وتنبسط.. تقريبا هي دي كانت كل همومي وأعظمها وأكبرها.. وقت م كان صوت أبلة فضيلة بيونسني ويدفيني.. وأحيانا كتير أقول ليه يارب مفضلتش صغيرة كده.. كبرت وعجزت وبقيت شايلة هموم أكبر مني بكتير قوي.. صوت أبلة فضيلة قلّب عليا ذكريات كتير قوي.. افتكرت قد ايه أن الإنسان كل ما بيكبر كل ما بيشقى.. جدتي أم ماما كان ليها جملة لازم تقولها لما اقولها ربنا يخليكي لينا ويديكي الصحة والعمر.. كانت تقولي طول العمر شقاوة.. مكنتش بفهمها.. فهمتها لما كبرت..
رحم الله أبلة فضيلة وأمتعها بالجنة والفردوس كما أمتعتنا بحواديتها وغنوتها.. ودفاها بالسندس والاستبرق كما دفئتنا بصوتها الأقرب الحنون..