منزل صغير به غرفة واحدة..تتسع لأنفاسه التي أعيش عليها.. وحديقة تتسع لضحكتنا وعصفور صغير كان يحب دوماً مداعبته.. تلك كانت كل أحلامي.. لم أحلم بأبعد من ذلك.. الكلام يضج داخلي.. الكثير من الكلام.. فأنا في حديث دائم معه.. والوجع أكبر من كل الكلمات.. القبر لم يسعني معه.. هكذا قالوا.. أغلقوه وقالوا أنه لا مكان لي بجواره.. أعلم أنه سيتسع بعد وقت لا أعلمه.. إنما يعلمه الله.. الانتظار سخيف وثقيل جداً.. ولو كل العالم احتضنك فأنت يتيم.. تنتظر حضن واحد فقط.. فلا يهم عناقهم.. داخلي وجع يجعلني لا أشعر بأي وجع آخر.. حرب كبيرة أخوضها كل لحظة.. لأعود بخيبة أمل وانكسار كل لحظة أكبر مما تسبقها.. الانتظار مُر.. ولا أحد يعرف القصة كاملة.. سواه.. لا أحد يعرف ما بداخلي.. الوجع يتزايد كل يوم.. أرخيت يدي تماماً.. وتركت كل شئ.. "مي" ذهبت معه.. نامت إلى جواره.. خدعتهم.. احتضنته.. وغابت.. أما من تحيا الآن فهي شخص بلا روح.. جسد لشخص لا أعرفه..
#حمدي