"ودارت الأيام" عرض مسرحي يواجه المجتمع الشرقي الذكوري المتعفن بكل شجاعة.. صفعة على وجه المجتمع الذي يرى أن المرأة مجرد كائن خلق لتربية الأولاد ونضافة المنزل والمطبخ وما شابه ذلك.. وممنوع أنها تحلم أو يبقى عندها طموح ومستقبل بتفكر فيه أو هواية..
الرجل بيبقى متخيل أنه بيمن على المرأة بأنه بيشتغل ويجيب فلوس وكأن ده كل أملها في الحياة.. ومبياخدش باله أنها انسان من حقه يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه.. وبالطبع أي راجل بيفكر بالشكل ده هو رجل مريض وناقص في الأساس..
أي رجل ناجح ومتحقق هيساعد الست اللي معاه أنها تنجح وهيستوعب أن نجاحها يعني نجاحه..
العرض من أول مشهد لآخر مشهد بيعيشك داخل منزل شرقي بكامل تفاصيله.. وكأنك فرد من هذا المنزل بتتعاطف مع هذه السيدة اللي هي في الأساس عازفة بيانو ماهرة جدا.. شاء القدر أنها ترتبط برجل متخلف كل همه كبت حريتها وقتل أحلامها.. ف بتقوله في الاخر أنه انا دخلت البيت ده صغيرة قوي بيتنا اللي كبرت فيه قوي واحلامي صغرت فيه قوي قوي قوي.. بيتنا اللي داب ودابت فيه ذكرياتنا..
وبتُصدم في عزاه أنه اصلا كان متزوج واتوفى في منزل الزوجة الثانية واحداث كتير قوي وتفاصيل من عايزة احرقها.. نص مكتوب بعناية شديدة جدا وجمل معبرة وصادمة.. يعني لما اتجرحت في السكينة ونزفت بتقوله انا بنزف قالها حطي على الجرح شوية بن " اكتميه".. بالظبط ده ملخص حياة هذه السيدة.. حقيقي النص مبدع.. شكرا ليكي Amal Fawzy على كل هذا الإبداع.. شكرا قوي للديكور اللي عملوا منزل السيدة كله على هيئة قضبان وكأنها عاشت حياتها في سجن.. شكرا للإضاءة وكل فرد شارك في هذا الابداع.. وطبعا كل الشكر للمخرج العظيم فادي فوكيه..
وفي آخر المسرحية بتحصل مفاجأة خلتني اعيط كتير قوي..
الحقوا اتفرجوا على العرض في مسرح الهناجر كل ايام الاسبوع ماعدا الاثنين العرض مستمر لحد ٧ مايو والتذكرة ٣٠ جنيه بس ..
وفخورة قوي بصداقتك يا مبدعة يا استاذة يا كبيرة الاستاذه أمل فوزي
المجتمع الشرقي الذكوري المتعفن 🙂🙂🙂 .. تعبير قوي فيه ظلم كبير 🙂