مين فينا جاي مرساها مين رايح
لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح
يابو الروايح يا نرجس
م تجس وتر القدر
تلقى حكايات البشر
فيها عبير العبر
صادح
ده تتر المسلسل الشهير جدا والعايش معانا لحد النهاردة "حديث الصباح والمساء" عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ... طبعا لأن الكاتب الكبير محسن زايد كان مفتون بنجيب محفوظ حول هذه الرواية لعمل فني أقل ما يقال عليه تحفة فنية رائعة..
المهم بقى أن الكلام النهاردة عن الشاعر الكبير فؤاد حجاج الله يرحمه.. اللي كتب التتر العظيم ده.. واللي مقصدش أنه يكتب تتر خالص ولا محسن زايد ولا عمار ولا حد طلب منه أنه يكتب تتر أصلا زي م حكالي الله يرحمه..
وقتها من كام سنة كنت بحاول في موضوع أن حد مشهور يغنيلي او حد يلحنلي وبدور على فرصة في مجال الأغاني بس بدأب وبتعب شديد وواخدة الموضوع على أعصابي قوي وكان باين عليا تقريباً.. المهم قابلت استاذنا فؤاد حجاج والغني عن التعريف لكونه شاعر مهم وعامود من أعمدة شعر العامية المصرية.. قعدت معاه بس كنت سرحانة كده وشاردة وتقريبا كده مش قادرة اتكلم.. هو بكل ذكاء خد باله أن الموضوع مأثر عليا قوي.. راح قالي عارفة يابت يامي انا كتبت تتر مسلسل حديث الصباح والمساء ازاي؟!.. قولتله ازاي ؟!.. قالي احكيلك الاول ازاي اصلا اتعرفت على محسن زايد..
أستاذ فؤاد حجاج كان بيعرض مسرحية هو اللي كاتب النص بتاعها اسمها "محاكمة شخصيات نجيب محفوظ".. استاذ محسن زايد تقريبا كان بييجي كل يوم يحضر العرض من كتر ما هو كان مفتون بالكتابة بتاعت النص وسأل مين اللي كتب ومن هنا ابتدت صداقتهم..
وفي مرة وسط م بيحكوا عن نجيب محفوظ جات لمحسن زايد فكرة أنه يعمل حديث الصباح والمساء مسلسل تليفزيوني... ف فؤاد حجاج قاله بس ده صعب قوي انت هتجيب حوار منين للرواية دي.. دي صعبة وفلسفية جدا.. قاله طيب اول م ابدأ كتابة هبعتلك وتقولي رأيك.. لحد دلوقتي محسن زايد كان بيتعامل مع فؤاد حجاج على أنه كاتب نص او سيناريست مقصدش شاعر خالص مع أنه عارف أنه شاعر كبير ..
المهم فضل محسن زايد كل م يخلص حلقة يبعتها لحجاج عشان يقراها ويقوله رأيه .. وفعلا حجاج يقرأ ويقعدوا يتنافشوا كتير قوي قوي قوي.. لحد م حجاج وصل للحلقة العاشرة.. لقى نفسه ساب الحلقة ومسك ورقته وقلمه وكتب " مين فينا جاي مرساها مين رايح.. لحظة ميلاد الفرح.. كان في حبيب رايح" .. وبس.. وساب القلم ..
ومتصلش على زايد ولا قاله رأيه.. زايد افتكر أن الحلقات والتسلسل ابتدى يعني يقع منه.. وان حجاج مكسوف يقوله.. قام متصل هو عليه.. قاله ايه فؤاد اتأخرت عليا في رايك ليه.. قاله اسمع دي.. مين فينا جاي مرساها مين رايح.. لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح.. زايد سكت وبعدها قال ياااااااه انت لخصت فلفسة الحدوتة كلها في كلمتين اتنين بس يا فؤاد.. كمل ارجوك كمل..
وكمل حجاج لحد اخر التتر..
"الصبح طفل برىء ومساه يبان تجاعيد.. وفوق طريق الأيام تجرى الحياة مشاوير.. ونشوف ملامح الزمن متعادة في المواليد.. واحنا البشر كلنا أعمار ورق بيطير.. دايرة تدور بالبشر ويّا الزمان بتفوت.. دمعة على اللى مضى ودمعة فرح للجاى.. يا حى طول مانت حى مسيره ييجى الدور.. دى حكاية متكرّرة من يوم ولادة الضى.. يا اللى انت عايش حياة بص لها تلقاها.. سبحة هنا وتنفرط بالعمر مانشوفهاش.. ولا شىء يعطّر حياتنا يمد في مداها.. غير سيرة عاشت هنا أكتر صاحبها ما عاش".
لما سمعها عمار مقدرش يمسك نفسه لحظة في أنه يبروز الكلمات العظيمة دي بواحد من أعظم ألحانه كالعادة ولما سمعوها لانغام.. اتخضت من الكلام وفي حاجات مكانتش فاهمهاها.. وفضلت مخضوضة شوية من روعة الكلام مع اللحن..
بعد م أستاذ فؤاد خلص كلامه حسيت بأنه عايز يقولي أن أعظم الحاجات اللي بتيجي واحنا مش مستنيينها.. الحاجات اللي بتقابلنا واحنا ماشيين وراميين توكالنا على الله.. الانتظار حاجة سيئة.. انتظار خبر.. انتظار نتيجة.. انتظار شخص خصوصاً لو مش منتظرك.. ارموا حمولكم على الله.. وفوضوا الأمر له.. هيبهركم بمعجزاته..
اه صح من بعدها مفتكرش اني جريت ورا حد ولا جريت على حاجة.. بسعى ويجتهد.. وبطلب من ربنا.. ودايما بيبهرني بعطاءه..
مي منصور
#فؤاد_حجاج
#محسن_زايد
#نجيب_محفوظ
#عمار_الشريعي