فى مثلِ هذا اليوم منذُ ثلاث سنوات ودعتُكَ حينها فى المطار....ووعدتنى حينها أنك ستظل على تواصُلٍ دائمٍ معى على الهاتف أو مواقع التواصل الإجتماعى..وكان هذا ماجعلنى أترُكَكَ لتُسافر وتُحقق أحلامك وتبنى مستقبلنا الذى حدثتنى عنه...عدتُ فى ذلك اليوم للمنزل وأمسكتُ بالهاتف طُوال اليوم..كنتُ أخشى أن أتركه وأنشغل بأى شئ فلا أسمع مكالمتك،ولكنك لم تُهاتفنى يومها ولم تُرسل حتى رسالة...تغاضيتُ عن ذلك اليوم..فلك عذرك فمن المؤكد أن السفر أنهكك ونمتَ سريعاً حينما وصلت...أنتظرتُ مكالمتك اليوم التالى ولم تصلنى ولا حتى رسالتك...قلتُ حينها لك عُذرك فمن المؤكد أنت مشغول فى إستكشاف المكان هناك ومعرفته،ومَرَ أسبوع ولم تصلنى رسالة منك...قلتُ لك عُذرك أيضاً ومن المؤكد أنك منهك فى عملك...لم أعد أنتظر أن تُهاتفنى أو تُرسل رسالة...فأنا قد بادرتُ بالأمر،ولكن ماأدهشنى حينها أنك كنت تراها ولا تُجيب...أُشهد الله أنه برغم مافعلته لم أحزن ولم أتضايق،بل زاد قلقى وخوفى عليك بأن شيئاً ما قد أصابك...ولم أكف حينها عن إرسال الرسائل لعلك تُجيب...كنتُ حينما أفتح حسابى على ال facebook يظهر لى إشعار باللون الأحمر يدل على وجود رسالة...كنتُ أتمنى كل يوم أن تكون منك..أن تكون أنت مُرسلها،ولكن مَرَت ثلاث سنوات من الإنتظار وهذا لم يحدث حتى سَئِمَتُ الإنتظار ولم أعد أنتظر منك شئ ونفد رصيد المبررات والأعذار التى كنتُ أخلقها لنفسى من أجلك...اليوم فتحُت حسابى كالعادة ويوجد رسالة كالعادة وكنتُ على يقينٍ تام أنها ليست منك فماالذى تغير وذكرك بى بعد كل تلك السنوات،ولكن دائماً يحدث عكس توقُعاتى..لقد كانت منك...وليست أى رسالة وليست أى كلمات بل أشتقتُ إليكِ....قرأتها حينها من الخارج ولم أُظهر أننى رأيتُها..وضحكتُ بعدها من كل قلبى....ضحكة مزقت أحبالى الصوتية وتبعتها سيولاً من الدموع التى أدمت عينى....أوتدرى؟!! تباً لهذا الذى يقبع فى الناحية اليُسرى من صدرى ومازال ينبضُ باسمك...أوتدرى؟!! تباً لأنفاسى التى تسارعت حينما قرأتُ رسالتك....أوتدرى؟!! تباً لروحى التى تأبى أن تُفارقنى قبل أن تحصل على تلويحة وداع منك...أوتدرى؟!! تباً ليدى التى ترتعش شوقاً للرد عليك....أوتدرى؟!!! شيئاً تباً لك...تباً لك أقولها فى نفسى وأخشى من إرسالها لك....فتباً لك....