عندما يَدُقُ ناقوسُ الخَطر...وَتُكَشِر الحربُ عن أنيابِها.....لا أخشى وقتها على نَفسي ولا حتى على أهلي....فأرواحُنا جميعاً فِداءً لِهذه الأرض ولِهَذا التُراب....ولَكِني أَخشَى عَلى مِصر.....لا يَهُمُني إن فنَى العالم وأنقرضَ البشر...ولَكِنَني أَخشى زوالَها....أَخشى نَزيفَها.....أَخشى أَلمَها....أَخشى مُعانَاتَها.....أَخشى على هذهِ الأرضِ المُقَدسة....من أن تَنضُبَ أرضَها المُتشبِعة بدماءِ أولادِها الطاهرة وَتَجِف....أَخشى على حضارَتِها ومبانيِها القديمة أن تَصرُخ من الوحدَةِ والهَجر....أَخشى على تاريخِها أن تَكسُوهُ الرمالُ وَتُظَلِلُه....أَخشى على تُرابِها الأسود أن يَفقِدَ لَونُه....أَخشى عَلى طَميِها البُني أن يتحَجَر....أخشى على رِمالِها الصفراءِ والبيضاء أن تذهب أدراج الرياح.....أَخشى على نِيلَها العظيم أن تَجِفَ مائُه....أَخشى على سيناءِ المُقدَسة أن تَفتَقِد أبناءِها.....بِبساطة أنا أخشى على مِصر لأنها مِصر....وَليست أي دَولَةٍ أُخرى وَليست أي كيانٍ آخر.....فَمِصرُ إن أَسعَفنِي التعبير هى الحياةُ لِمَن لا حياةَ لَه....هى الوُجود لِمن لا وُجودَ لَه....هى الهُوية لِمن لا يَملُكَها.....فهى الحياةُ والعَدم.....الأفراحُ والشَجَن....الآهاتُ والألم....وَلوعَة الشوقِ والنَغَم.....مِصرُ هى الأَمَل والعَمَل....مِصر ليست مُجرد أرض وحُدود ومباني....مِصرُ كيانٌ بَعيدٌ عَنِ الوَصفِ المُجَرَد والحِسِي ....والتخيُل...والتَعبير...مِصرُ هى التَعبير...والكَلِماتِ....والتفَاصيل....فَمنَ ذا الذي يُطالِبُ بالتغيير....معاتيهٌ....مَجانين....مِصرُ هى التَغيير...فيا مَن بيدِهِ مقاليد الأمور....يا عَلىِّ ياعَظيم....أسألُكَ ياكريم أن تَحفظَ رُوحي ومَعشُوقَتي الأبَدية وَوُجُودي...دائماً وأبداً كما ذكرت في كِتابِكَ الكريم....عندما قُلتَ...."ادخُلوا مِصرَ إن شاء الله آمنين"....ولم تَقُل فَرِحين....أو مَسرُورين...أو مُستَقرين....بل قُلتَ آمنين....فأنتَ وعَدتَها وشعبَها بالأمن إلى يَومِ الدين.....فَرُحمَاكَ يارب العَرشِ العظيم.....رُحمَاكَ يارب العَرشِ العَظيم.
-وإن كانت كُلُ الدِوَلِ أوطانًا..... فَأنتِ يامِصرُ وَحدَكِ العالم💜💜💜