اليومُ يوم مولدى...لقد أتممتُ اليوم عامى العاشر...لايوجد أحدٌ ما ليحتفل معى بيوم مولدى أو يُهدينى هدية...وللصراحة أنا لا ألومهم فلطالما كان يومُ مولدى حدثاً عابراً بالنسبة لى، ليس بالشئ العظيم...أذكرُ الآن ماذا حدث السنة الماضية فى مثل هذا اليوم عندما أتممتُ عامى التاسع... تسللتُ حينها من غرفتى بعدما مثلتُ أنى نائمة إلى غرفة أبى وأمى؛لأرى ماالمفاجأة التى يُحضرونها من أجلى..وماسمعتهُ حينها كان حقاً مُفاجأة....كان أبى يصرُخ تلك الليلة على أمى ويقولُ لها:ما الخطأ الذى أرتكبته فى حياتى ليرزُقنى الله بفتاةٍ متوحدة...لا أستطيعُ تحمُلها أكثر لطالما شعرتُ بالحرجِ وهى معى أمام أصدقائى،لننفصل هذا هو الحلُ الأمثلُ ولتتولى أنتى رعايتها..لم أعد أستطيع....أنهى كلامه وخرج من الغرفة،وأختبأتُ أنا خلف الحائط....قامت أمى بعدها بالصراخ والبكاء وحطمت كل شئٍ كان يقع تحت يديها فى الغرفة...أذكُرُ أن أمى حَزِنت بضعة أيام وعادت بعدها لحياتها العادية السابقة التى كانت قبل وجودى..وكأننى لم أكن يوماً...اللعب واللهو...لم أعرف معناهما يوماً..لطالما كنتُ منبوذة من أطفال الحى وموضع سخرية عندهم...أتذكرُ فى يومٍ سمعتُ والدة أحدهم تقولُ لها:لا تقتربى منها حتى لا تُصابى بمرضها اللعين!!! أنا فتاةٌ متوحدة ووحيدة...هذا افضلُ وصفٍ ممكن أن أُوصف به...لا أعلمُ ما معنى التوحد عندكم ولكن كلُ ماأعرفه هو أننى أخشى التجمعات والإختلاط بالناس وأضع يدى على أُذُنى تلقائياً ويتشنجُ جسدى حينما أسمعُ صوتاً عالياً أو أبواق أحد السيارات...أشعرُ بالخوف حينها..رُغم كل هذا لم أقم بإيذاء أحد قط...الصداقة...كنتُ لا أفهمُ معناها قبل أن ألتقى به...وأدركتُ معناها حينما وجدته...عثرتُ عليه حينها بين أوراق الشجر المتساقطة كان لا يستطيع الطيران لأنه مُصاب فى إحدى جناحيه..أخذته حينها إلى غرفتى فى المنزل وقمتُ بمشاهدة ڤيديوهات تحكى عن كيفية معالجة تلك الإصابة وطبقتها حينها وكان عُصفورى يتحسن تدريجياً...كان يُشاركنى كلُ يومى ولا ننفصل ولا أترُكه إلا وقت النوم...اليومُ أستيقظت ووجدته هكذا مازال نائماً...لقد نام كثيراً اليوم...ليست عادته لطالما كان يستيقظ قبلى دائماً..هل يدرى أحدُكم متى سيستيقظ؟!! لا بأس سأظل بإنتظاره حتى يفيق لكى نلعب معاً...أعلم أنه لن يتركنى وحدى،فلا أحدٌ لى سواه....