وداعاً أيُها الحُلم الكاذب الوهمى الرائع المؤذى الكارثى والمؤلم....وداعاً...اليوم وغداً وبعد غد ومحتمل للأبد لاأعرف..ولاأُريدُ أن أعرف..أيقنتُ اليوم أن بعض الأمور من الأفضل ألايعرف الشخص عنها شئ لأنها ستقوم حتماً بإنهائِه وليس فقط بإيذائِه..أدركتُ اليوم كم كُنتُ حمقاء فى تبريراتىِ لما حدث لطالما تغاضيتُ عن الكثيرِ والكثيرِ من الأمور لا لشئ سوى لرغبتى فى تصديق هذا الحُلم الوهمى الكاذب لأطول فترةٍ مُمكنة من الوقت...أعلم أن لاشئ يبقى للأبد ولكلِ رواية خاتمة ولكلِ مسرحية سِتاراً سيُسدل فى نهايتِها ولكننى لم أتوقع أن تأتى النهاية بهذه السرعة وبهذا الشكل...لايسعنى سوى البكاء حتى تجف عينى من الدموع ثم التمزق ثم التبعثر ثم التلاشى..أتطلعُ لما مضى من عمرى فى هذا الوهم ،تعودُ إلى الذكريات بما تحملهُ من فرحٍ وحزن..تتدافعُ فى رأسى كالشلال لااستطيعُ كبحها...أشعرُ بالخواء وكأن كل شئٍ فى العالم محضُ هراء..محض كذبة نقومُ بإختلاقِها لنضحكُ على أنفُسنا..أو بالأحرى على نفسى،أضحكُ على نفسى بسخرية على ما تمسكتُ به وصدقتهُ بكل ذرةٍ فى كيانى..علمتُ الآن بأنه يُوجد شعور أشدُ ألماً من الفقد وهو التعلق..التعلق بشئ لم يكن موجوداً سوى فى عقلك...التعلق بالوهم يعنى هنيئاً لك بالعذاب والتألم والتمزق..وهمٌ مُزين بالأحلام البنفسجية الجميلة..هراء...عبث...علمتُ اليوم أنه لايُوجد فى هذا العالم سوى لون الحزن والألم والتحطم والموت..اللون الأسود القاتم كعتمةِ ليلٍ بدونِ نجومٍ ولاقمر..لونٌ كئيب مُغطى بالضباب كحالِ نفسى الآن...فوداعاً...وداعاً أيُها الحُلم الوهمى الكاذب وداعاً لجميع الألوان عدا الأسود...لن يُصبح من السهل على قلبى وعقلى تخطيك ومحوك وكأن شيئاً لم يكن ولكنى سأسعى جاهدةً لذلك بكلِ ماأُوتيتُ من قوة وبكلِ ماذرفتُ من دموع وبكلِ ثانية ضاعت من عمرى فى محض هراء سأتخطى ذلك..وكما اصبحت أو لطالما كانت الأمور تسير بهذه الطريقة...سأتطلعُ لنفسى وسأعيش من أجلها فقط ولدعمها فقط...فوداعاً........