ليل داخلي، مطر بالخارج ،مواء قطة أبيض فراؤها تجلس بجانب رجل كرسي محشو بالاسفنج البحري ،تفوح منه رائحة البحر المخلوطة بفسفور أسماك هاجرت لمياة بعيدة، ربما داعبت تلك الرائحة حواس القطة، القليل يكفي ليثير.
السماء بالخارج بلا قمر ، ربما هو مسجون خلف سلاسل الأمطار القوية، القطة تموء أعلي ،الكرسي يهتز برقة، حين جلست عليه ،أنّت إسفنجة نايمة هناك بالأسفل، لم أبال فلست مسؤولة عن كونها استسلمت لشباك الصيادين!
منضدة بمنتصف الغرفة ،تتقاطع إحدي حوافها مع مسند الكرسي ،وضعت قهوتي فوقها ،راقدة بين أحضان فنجاني المفضل ذو الوردة الزرقاء، فستاني الأحمر يستطيع البكاء، وعيوني تلتهم الأمطار محاولة لإجترارها يوما ما، يوما ما سأصنع حقيبة زرقاء ،اخبأ بها آهاتي وبعض قصاصات من فستاني الأحمر ،خطوات تأتي من خارج الغرفة، الأضواء ترتجف، مواء القطة يصبح أضعف ، إسفنج مقعدي يستسلم ويهدء، وأنا لم أجد ما أفعله الآن سوى أن احتسي قهوتي باردة!