تَعرِفُ..
إنّنا نتقاسمُ الألمَ بشكلٍ دوري،
حينَ أَمرُّ بذاكرتِك،
أبعثُر الجزءَ الوحيدَ المرتَّبَ بها..
تذكَّرْ كم مرّةً أخبرتُك إنّني أُحبُّك
دونَ تصريح،
وتذكَّر المرّةَ الوحيدةَ التي قلتُها صراحة..
وتذكَّر كم أرسلتُ لكَ من نداءاتٍ مبتورةِ اللسان،
وتذكَّر كم أرسلتُ لكَ حُلْمًا مرفقًا بوردةٍ حمراء...
وبعدَ كلِّ ذلك،
تنسى أن تذكرني!
وأنا...
لم أذكر شيئًا عن كيفَ صارَ بنا الأمرُ إلى هُنا،
كيفَ توقَّفتَ عن صباحاتِكَ البيضاء،
كيفَ توقَّفتَ عن ندائي باسمي المُحبَّب،
كيفَ توقَّفتَ عن إرسالِ صوتِكَ الّذي
لم أذكرْ لهُ شبيهًا،
كيفَ توقَّفتَ عن جعلي... أُحبُّك!
وأنتَ، مرّةً أخرى...
تأتيني كلّما تغلَّبتْ عليّ أشواقي،
تُشاركني أحلامي في أن أصبحَ أُنثاك،
تُسافر دونَ أن تتركَ حدودي،
وتستقرُّ بعينيّ،
فلا أستطيعُ أن أرى شبيهًا لك.
ثمَّ أنا...
أركضُ في اتّجاهاتٍ مختلفة،
أو حتّى أسيرُ بهدوء،
أحملُ أوراقًا بيضاءَ ولونًا واحدًا،
أُحاول أن أَرسمَ حياةً جديدة،
فأجدُ اللونَ الوحيدَ بلونِ عينيك!
أرسمها...
أسكنها...
تَضمني...
لا أستطيعُ المقاومة،
فأنا لا أُحبُّ الاستسلامَ
إلا إليك!
الآن عرفتُ...
كيفَ نتقاسمُ الألمَ بيننا بلا ألم!
فنحن نحتاجُ لبعضِ الألم،
كي... نَحيا.