إليكَ، هُدْهُدِي...
بعد "أحبّك" كثيرًا،
وبَعدَ افتقادي إليك،
أُهدي لعينيك وردةً وأُغنيّة،
وسُنبلةَ قمحٍ رَوَيْتُها تَوًّا
بماءِ زهرِ البرتقال.
وليس بعد بُعادِنا شيء...
لكنه القلبُ يريدُ أن يبوح.
صغيري العظيم،
أودُّ أن أحكيَ لكَ ما فعلَتْهُ بي الأيامُ الماضية:
اشتريتُ قمحًا وحليبًا،
وصنعتُ كَعكًا شهيًّا كأنت،
وفنجانَ قهوةٍ ساخنة،
جلستُ بالقرب من نافذةِ حُجرتي،
وغنَّيتُ أغنيةً أُحبُّها.
سمعتُ لحنًا يأتي من السماء،
ظننته أنت...
لكنّها كانت ذكرى تائهةً تبحثُ عن صاحبِها،
فوقعتْ في شُبّاكِي.
تُرى... أأنا صيّادةُ الذكريات؟
أم أنّها صُدفةٌ أحبُّها؟
تعانقَ اللحنُ مع أُغنيتي،
فرأيتُكَ أمام عينيَّ كطيفٍ مجنون.
هممتُ أن ألمسَ جناحيكَ،
فتبخّرتَ كحُلمٍ صيفي.
في الصيف، تتبخّرُ الأشياء سريعًا،
وأنا أحتاجُ لشتاءٍ
تَنْبُتُ فيه من جديد.
برُدتْ قهوتي،
وأكلَتِ اليماماتُ كَعكتي،
وأكلتَ أنت من روحي،
وظللتُ جائعةً إليك...!