السلام عليكم ورحمه الله
منذ سنين طويلة وأنا عندى عقدة رهيبة من البحر
بدأت هذه العقدة عند مشاهدتى لفيلم الفك المفترس , الذى عرض منذ زمن وقد شاهدته فى السينما , وهو ماسبب لى هذه الصدمة , وخصوصاّ منظر قطم الفك المفترس لأرجل احدى أبطال الفيلم .
لاأخفيكم منذ هذا الوقت وأنا عندما أنزل البحر ماأن أجد رجلى لاتلامس الأرض .. حتى اسبح سريعا وأعود لأجد الأرض تحتى... فأطمئن .:)
كل شعورى عندما لاأجد أرض ..أن رجلى ستُقطم .
وماأن سمعت عن الحادثة الآخيرة ... مهاجمة سمكة القرش للسياح الروس فى شرم الشيخ ,أنتفضت وأرتعشت من هول الصدمة .. وخوف رهيب انتابنى , وكأننى كنت معهم , وطوال الليل والمنظر لايغيب عن ذهنى .
فقررت أن أذهب اليهم فى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة
ولاأعرف اذا كان هذا فى الأمكان أم لا ؟
ولاأعرف هل يتحدثون الانجليزية أم لا ... ؟
ولاأعرف اذا كان سيسمح لى بالدخول ام لا ؟
اسئلة كثيرة لاأعرف اجابتها
الشئ الوحيد الذى كنت أعرفه أننى اريد الذهاب اليهم
لاأعرف حقيقة لماذا ؟
ذهبت لمعهد ناصر
استفسرت عن حالتهم السيئة
وطبعاّ غير مسموح بالزيارة لأنهم فى الرعاية المركزة
وممنوع منعا باتأ الحديث معهم لأنهم مصابون بصدمة عصبية , وهذا طبعا اقل شئ ممكن يحدث لهم من هول المصيبة التى رأوها .
لم أستسلم
فعلت كل المحاولات لكى أقابلهم ولكن دون جدوى
أنتظرت قليلا وطلبت مدير الرعاية المركزة عبر الهاتف وأستأذنته أننى اريد تقديم ورود لهم ليس أكثر لنرفع من روحهم المعنوية .. حتى لو قليلا
لم يوافق مطلقاّ
هل سأرجع ؟
لا .. لن ارجع
انتظرت قليلا وعاودت المحاولة
وأخذت اتمشى قليلا فى الكوريدور المواجهة لقسم الرعاية ووجدت المدير قد خرج
واستغليت الفرصة وألقيت عليهم نظرة
شئ مؤسف
شئ مفزع
ياليتنى لم أرى
كانت احدى السائحات قد تم بتر ذراعيها وتغب فى نوم عميق , أو غيبوبة لاأعلم , أو من تأثير المنومات والمهدئات لأنهم عندما يفيقوا تنتابهم حالة من الفزع والذعر
وبدأت فى تصوير احداهم ولكنها أفاقت على صوت الموبايل فى أثناء التقاط الصورة
وهزت لى رأسها يمينأ وشمالا .. أنها لاتريد تصويرها بدون أن تتحدث
طمئنتها وقبلتها على جبينها , ووضعت الورود بجوارها وكنت قد أخفيتها فى شنطتى حتى لايلاحظ أحد أننى سأدخل .
وانسحبت بهدوء
واعتذر عن رفع الصور , لما سيسببه هذا من أذى نفسى لهذه السائحة , مع إن هذا الحدث سيكون حصرى لتاميكوم لانه لم يتم تصويرهم مطلقا منذ دخلوهم المستشفى , حتى المراسلين الروس رفضوا دخولهم قبل ذلك , ولكن ذلك سيؤنب ضميرى لأننى أشعر بها , وأشعر انها لاتريد أن يراها أحد وهى بهذا المنظر , ويكفى ماهى به
وطوال طريق عودتى , ودموعى لم تتوقف , على حالة احدهم التى رأيتها.
وتعلمت اليوم الكثير والكثير
تعلمت أن.. هذه الدنيا فى ثوان معدودة يمكنها أن تقلب حالك رأساّ على عقب
تعلمت أن... أعيش يومى فقط
تعلمت أن... لاأفكر فى غداّ ابداّ
من يعلم... ماتخبئه لنا الايام
هذه السائحة كانت فى رحلة سياحية رائعة , ولم تكن تعلم أنها سترجع بلادها بيد واحدة
يارب أقف بجوارهم
يارب أخرجهم من محنتهم
يارب اللهم أستغفرك وأتوب اليك
سبحانك لااله الا أنت إنى كنت من الظالمين
احترامى