التوهان يلاحقني،
يدفعني إلى دروب بلا بداية،
وإلى مسارات لا يلوح لها انتهاء.
أجتر خطواتي،
ألامس العثرات،
كأني أتجزأ في داخلي،
وأمشي…
ولا أصل،
كظل يبحث عن ذاته في عتمة الضوء.
أركض خلف ظلي،
فلا أمسك إلا الفراغ،
وأصغي لنبضي حين يعود صداه وحيدا،
كتأوه يسكن الوجود كله.
أعلق أسئلتي على أبواب موصدة،
وأحمل قلبي كحقيبة مسافر،
ضاع عنوانه بين الوجوه،
ووجد نفسه غريبا حتى على ذاته.
أبحث عني في الزوايا،
وأفتقدني في المرايا،
فأصادف الغريب في ملامحي،
وأتوارى خلف سلاحي الصامت،
أختبئ من نفسي لأحسب أنفاسي.
كل الجهات ناقصة،
كل وصول متاهة تولد من الرماد،
وغبار التيه يلتصق بأطرافي الراقصة،
كأن العالم يتهامس ليقول: لا مكان لك بعد.
أمد يدي…
فألمس خيطا خفيفا من نور،
يهمس بأنني لست عدما،
وأن الطريق لم يمت،
وأن قلبي قادر على أن يولد من جديد.
وأدرك أخيرا:
أن الطريق
لن يولد،
إلا حين…
أكتشف نفسي،
وأحمل ضوئي في يدي قبل أي خطوة،
وأتحرر من كل ظل مضى،
لأصبح…
أنا. نعم أنا لا غير.




































