كانت البلدة تستيقظ على نفس ضوء جديد،
تتناثر أشعة الشمس على الأرض،
وترسم وطنا صغيرا ينبض بالحياة.
البيوت تبتسم للنور،
و الأطفال يركضون خلف ظل قوس المطر.
من آخر الطريق، جاءت ظلال غريب تتمايل ببطء نحو البلدة،
وجهه مألوف كذاكرة بعيدة تخفي وراءها غموضا كبيرا.
استضافه الناس بقلوب مفتوحة،
أكرموا وفادته، وسألوه عن القادم من الأيام،
فوعدهم بأخبار سارة حين يعود.
لكن الغريب حين غادر، ترك وراءه علبا صغيرة-
كالهدايا — دسها في الزوايا بعناية خفية.
كان خلال إقامته يعقد لقاءات سرية كثيرة.
و في كل مرة يترك أثرا صامتا… علبة أخرى تنتظر لحظتها.
لم يشك أحد في شيء،
كانت البلدة وادعة كقلب أم نائمة على حلمها الأخير،
لكن، بعد أيام قليلة،
اشتعلت النيران في الحقول، وتخاصمت الأسر على لا شيء،
كأن الشر خرج من بين أصابعِ الريح.
وفي بيت مهجور على أطراف البلدة،
عثر صبي على المخزن.
كان يبحث عن لعبة نسيها، فوجد العلب الغريبة.
و بفضول طفولي فتح واحدة منها…
لم يجد حلوى، ولا لعبة، بل عيدان ثقاب جاهزة للاشتعال، تنتظر فقط خيوط الصباح.





































