تسلل إلى الأعماق كظل يتوهم أن العتمة ستتبناه، واستوطن الأغوار كفكرة ناقصة تبحث عن معنى لا يكتمل.
اعتنق أقنعة متعددة، يلمعها على أمل أن تخفي سريرته، لكنها كانت تشبهه أكثر مما تشبه الوداعة التي أراد استعارتها.
راقب الفريسة بخبرة مغرور،
و أتقن نسج شباكه كمن يظن أن الخيط قوة، وأن الثقة المتورمة دهاء.
ألقاها بثبات مصطنع، يطن في داخله كما يطن الغرور حين ينسى صاحبه مقدار جهله.
لكن الفريسة كانت تقرأه مثل نص مكشوف:
عقد شباكه دلائل، و نبرة خطواته اعتراف، ففكت رموز الحكاية قبل أن تبدأ اللعبة.
استدرجته بخفة محسوبة، و ساقته نحو فخه هو، دون أن يدرك أنه يسير وراء أثره لا أثرها.
وفي لحظة غير متوقعة، اكتشف أن كل دهائه كان مسرحا بلا جمهور، وأن السقوط كان مؤكدا منذ البداية.
وحين هم بأن يعلن انتصاره، انقلب السحر على الساحر…
و انهارت خدعته كفقاعة لا تحتمل لمس الحقيقة.
و باءت المحاولة—بكل صخبها—بفشل ذريع يليق بطمأنينة الحمقى.






































