جل
تمتد أذرعها كأخطبوط خفي،
تلتف حول الأحلام فتسحقها بين أصابعها الشفافة،
وتقامر بأرواح مغلفة بالأسى، كقطع على رقعة شطرنج سوداء.
تسكن بعيدا في الآفاق،
صنعت لنفسها عرينا من العاج،
عرين يحتفل بالموت،
ويرتشف من الظلال نخب الرعب الأبدي.
في الداخل، يتماوج الظلام كما البحر في ليلة عاصفة،
تتردد أصوات خافتة للأرواح التي فقدت السبيل،
والهواء ثقيل برائحة الخوف.
كل زاوية تحكي قصة اختفاء،
وكل شعاع ضوء يخترق الغرفة يختنق قبل أن يلمس الأرض.
أذرعها، المتفرعة بلا نهاية،
تراقب، تمسك، تحكم،
تجعل من الألم لعبة، ومن الصمت طقسا،
وتعلم أن كل قلب يخفق تحت قبضتها
هو دليله الخاص في هذا العرين الأبدي.
لكن، بين ثنايا الظلام، يبرز وهم من الضوء،
وميض خافت يذكر بأن الحياة لا تزال تنبض،
وأن كل روح، حتى تحت الهيمنة، تحمل فرصة للتمرد،
للوهلة، للنبضة، للهرب من قبضتها الصامتة.





































