تعقبت أدراجي،
وظلي يسبقني
إلى صمت مهيب.
على الرصيف،
كانت الساعات
تنهش أعمارنا ببطء،
والقطار
يزفر أنفاس الراحلين،
يحفظ أنينهم
وينسى وجوههم.
في الزجاج،
رأيت وطنا يتراجع،
كأنه يخجل من الحنين،
وحلما
يطوي نفسه
خشية اليقظة.
مددت قلبي
نحو نافذة باردة،
فارتد إلي
أثقل مما كان.
أدركت متأخرا:
أن العودة
ليست مقعدا شاغرا،
ولا محطة أخيرة،
بل شجاعة قلب
يجرؤ
على التذكر.






































