قصة من نسج الخيال مستوحاة من بطلة لازالت تقاوم الألم
جلست خلف نافذة
غرفتها، محاطة بعتمة خانقة، كأنها تغلف روحها بالبرد والوحدة.
كل زاوية في الغرفة تذكرها بخسارة عائلتها، وكل صمت كان صدى جراحها.
يدها ترتجف بلا توقف، قلبها يثقل بالأسى، والدموع تنساب بلا رحمة.
شعرت وكأن الحياة قد انسحبت من جسدها، وكل أمل سابق أصبح رمادًا متطايرًا في عاصفة الذكريات المؤلمة.
كانت الأنفاس تتقطع، والعالم يبدو بلا صوت، بلا ضوء، بلا معنى.
العجز استنفذ كل ما تبقى من قواها، و الخيبات تراكمت حتى شعرت أن سقوطها في هاوية اليأس لا مفر منه.
وفجأة، وميض خافت اخترق الغرفة، ينسج بين الظلال شعاعا من حياة غريبة.
صوت عذب ينبعث من هاتفها، أغنية قديمة. لم يرن هاتفها منذ الحادثة، منذ أن فقدت كل شيء.
ارتجفت يدها وهي تلمس الهاتف، وصوت قلبها يعلو في الصدر:
ــ ألو… من معي؟
ــ مجلة المبدع، سيدتي.
تجمد الزمن، وارتسمت على وجهها دهشة ممزوجة بفرحة غامرة.
تذكرت أنها شاعرة، نسجت أحلامها بخيوط الكلمات، وحاكت الأمل في قصائدها حين بدا العالم بلا معنى.
عاد الصوت قائلا:
ــ تهانينا، لقد فاز نصك حبال الأمل بجائزة "قصيدة الموسم"،
وسنقيم حفلا على شرفك الأسبوع المقبل.
انفجرت مشاعرها دفعة واحدة، دموع الفرح اختلطت بالارتعاش، وقلبها، الذي كان محاصرا بالظلام، بدأ ينبض بحرارة الحياة.
نسيت الكرسي المتحرك، واندفعت نحو النافذة، تتلمس الضوء الذي يتسلل كالخيط الرقيق بين العتمة، يحيك أملا جديدا.
تنفست بعمق، وأدركت أن الحياة، رغم كل الخسائر، ما زالت تمنح فرصا، وأن روحها، رغم كل الألم، ستظل متشبثة بخيوط الأمل، تلك الخيوط الرقيقة التي نسجتها بكلماتها، لتقودها نحو الغد، ولتثبت لنفسها أن الأمل لا يموت أبدا.





































