حاول المرور من المعبر.
حمل بطاقة الهوية، ورخصة المرور،
لكنهم اعترضوه، فتشوه، وحتى دفعوه.
في تلك اللحظة،
تراءت أمام عينيه ملامح وطن.
استشاط غضبا،
عاد ليكرر المحاولة…
عبثا،
فلن يمر من البوابة؛
فالحائط هناك في صورة بشر.
اقترب منه في لحظة كان الحائط البشري
ينتشي بعبق سيجارة موبوءة.
قال له بأدب:
ـ ممكن أسألك لو سمحت؟
أجابه ببرود متعجرف:
ـ ما عساك تريد مني؟
قال:
ـ فقط سؤال يستفزني:
ماذا يعني لك الوطن؟
رد دون أن يفكر:
ـ راتب… وعطلة آخر أسبوع
في بلدان العالم.
صمت المواطن.
وفي لحظة غير متوقعة،
نظر الحائط إلى عينيه طويلا،
كأنه يستنطقهما،
كأن شيئا في الأعماق بدأ يتصدع.
استسلم هو — الحائط —
لضوء غامر ملأ المكان نورا،
وتراءت له حكايات الزيتون،
وتراب لا يهون،
وشيوخ على أبواب أريحا، حيفا، غزة ،بيت حانون.و ساحة الأقصى
عندها انحنى الجندي، وتغيرت ملامح وجهه،
وكأنها تجاعيد غيرة ، فقد وحنين إلى وطن لم يعرفه.





































