حين بكت السماء ، لم يكن المطر ماء فقط ، بل اعترافا ثقيلا
انفلت من صدر الغيم، وسقط على أماكن تعبت من احتمال القسوة.
سقطت الدموع على الأرصفة،
فغسلت خطى العابرين،
و أيقظت في التراب ذاكرة البذور القديمة.
كل قطرة كانت صلاة بلا صوت،
وكل ارتطام بالأرض وعدا خجولا بالحياة.
لقد نصب الطغيان عرشه من سكون في كل مكان ، لا يحتاج صراخا، بل هوانا وإذعانا ، يكفيه أن يزيد عرشه لمعاناة، و إن أرهق القلوب ، أو علم الخوف كيف يسكن التفاصيل ، أو حتى جرد الأمس والغد من معالم الأديان،
فإنه لا يملك نهاية الكلام.
رفعت رأسي،
وتركت وجهي للبلل،
كأنني أقول للسماء:
ابكي…
فنحن نتقن الإصغاء.
وحين يطول البكاء ، لا تنكسر السماء ،تخفي ضوءها في الغيم ، لا هربا، بل وعدا مؤجل، أن العدل قد يتأخر،لكنه، حتما، يوما ما
سيدوي رعدا، ثم…
ينزف دموع رحمة من السماء.






































