فقدت ستة من أبنائها وزوجها،
ولم يبق لها سوى إياد، آخر ما تبقى من النور في صحراء العمر.
في صباحٍ رمادي، خرج إياد يبحث عن خشب بين الأنقاض،
فتفاجأ بقذيفة غادرة،
واستحيلت الأرض إلى زهرة من الألم؛ جسده الطاهر صبغ بالغياب.
انتظرته أمه طويلا،
وعندما أعياها الصبر، جابت المستشفى باحثة بين الجثث عن أريج حياتها.
لم تجده.
خرجت هائمة في الطرقات، تناديه باسم ضاع بين الصمت والريح،
قادها جنونها إلى أريج فواح بالمسك،
تتبعت الأثر، قلبها يخفق بين الألم والأمل…
حتى انحنت على جثة تشبه قلبها،
وجسدت أمام عينيها كل ما فقدته،
وفي صمتها، تنبثق الذكرى، وتتنفس الروح الخالية من الصخب.
لم يكن هناك صوت، إلا صدى قلب الأم،
وأريج الموت الذي يذكر بأن الحب لا يموت،
وأن الفقد أحيانا يترك أثرا أعمق من الحياة نفسها





































