وأنتِ التي يحيي وجودكِ موت الحياة
وأنتِ الشوارع التي يستريح بها الأولياء
وأنتِ طريق النجاة لقومٍ
أضاعوا الطريق
وأنتِ منارة فوق السواحل
تهدي السفين التي في البحار
وأنتِ وانتِ وانتِ
سحابٌ تملا بغيثٍ كثير
ويسقي الصحاري
وجدب البلاد
ويحيي الحروف التي في القوافي
وبيت القصيد الذي في احتظار
وانت غناءٌ يرقق قلب الحزين
وانت سراجٌ لكل بعيد
وعكاز كنت لكل ضرير
فكل سؤالك يبدو جميل
تردد فيك كل النجوم
جمال حضورك
جمال كمالك
جمال الحديث
كأنكَ ساحر
كأن فنون الغواية فيك
هنا باختصار
#خالد_الخطيب تم ١/ ٢٠٢٥
اقرأيني
هيا اقرأيني روايةً
قد كنتِ يوماً تقرأين
ثم اكتبيني في نصوصكِ مرةً دون إفتعالٍ للأنين
ظلي إقرأيني
كحكيم ينجو بالفضيلة وبالعبر
كرسالةٍ
وصلت إليكِ من سفر
كيتيمٍ أتعبه التأني نازحاً
كشروق زهر من سنين
نعم اقرأيني مثل درسٍ
مثل الكتاب الذي
فيه نواميس القدر
يحكي خطايا الراحلين
ثم اقرأيني دون قيد
كالوحي جئت من السماء
مثل النسيم
مثل الشتاء
في ليالي المتعبين
فأنا حروفي ساحرات
وأنا طقوسي أسرات
كل الكلام
يغتابني كي أحضنه
لا بأس لو كان حزين
كل التَأويل التي
في كل خاطرةٍ لشعر
وبكل نص روايةٍ
تسعى إلي..
لتكون نصاً من حكاية تحتضر
صلوا عليها دامعين
وتهاوي بِي
في عُمق قلبكِ ماكثاً
ما بين شريان الحروف
المخطئون بحلمنا
والنادمين بكل حين
بالله أرجو هجئيني
وخذيني طفلاً دلليني
واجعليني
في عيون الحالمين
بالله عليكِ اسكبيني
في كأس خمرٍ
من كؤوسكِ
وأثملي
كمدمنٍ
يشتاق حُضناً
من زهور الياسمين
هيا اقرأي كل الجراح
كل الهدوء والصراخ
وقرِّبي حرفي اليتيم
من قافيات شعرهم
تختال حرفاً راقصاً
ما بين ياءاتٍ وسين
يا كل نصٍ من نصوص الأدباء
يا كل غيمات السماء
يا ملهمات قصيدتي
من تُشبهين
قولي أخبريني
من تراه يستهين
في بعض نصٍ يستثير محاجرك
ويستفز مشاعِرَك
نوراً ويرسو بخافِقِك
وتعالي مني
شكلِّيني قطعةً
يا قطعةً تحكيني بين العالمين
ثم اقتليهم واتركيني
ما بين كفيكِ أنام
ما بين عينيكِ التي
أنا قد حلمت
متهاوياً
فيكِ سجين
إني إشتهيتُ لقاءنا
كأميرةٍ عقيمةٍ
حلمت بحملٍ في جنين
فُكي طلاسم أحرفي
وجنوني ذاك المستقيم
كلماتي تلك
حرفي وبعض الأحجيات
حتى تصير واضحات
في عمق أسراب الحنين
ظلمتِني
يا قطعة الشهد المُغمس بالغرام وبالهوى
ظلمتِني
في ترك أخيلتي معلقةً هناك
ما بين حد مدينتك
وبين حرف خواطرك
يا قطعة
من الوتين
ظلمتِني
والظلم كان بأسئلة
كنت معك
لو أنني لست معك
يا كل ما بي من فرح
يا غايةً متكاملة
دنيا ودين
هيا امسحي عنها غباراً
من زمن
من قهرِ كان
هنا قد يبان ولا ندم
الحب يحملني اليكِ
متأكداً فيه يقين
هم أتعبوني
ومزقوا صدري المعنى بالجراح
ما من بين سطركِ أكتبكِ
وأنا هنا قد لا أكون مسالماً
وانا هنا قد لا ألين
هيا أعيدي
ما تشتت من بقاياي هناك
هيا أعيديني إليكِ
كرسالةٍ
ككتاب فيه ذكريات
هيا اجعليني
جواهراً منظومةً
بخيوط في عقدٍ ثمين
#خالد_الخطيب تم. ٢/٢٠٢٥
لا حرفا فينا يحكيها
في عينيكِ يولد عالم
لا يُشبه عالم أعرفه
يا ملهمتي
يا خاطرتي
يا أول حرفٍ أنطقه
فوق سطوري
في أوراقي
في خاطرةٍ
بدأ الحرف باسمكِ فيها
حتى نهاية أخر سطرٍ
أخر كلمة
كنتِ أنتِ من ينهيها
كل دعاء الكون تجمع
في لقياكِ
دعوة أمي
دعوة أهلي
مع جارتنا
دعوة كل نساء الحارة
كانوا يرددوا أن يجمعني
مثل لقاء زليخة بيوسف
كانت أنتِ
أجمل دعوة
قد تتحقق
أحلم فيها
لا كوكب يشبه طلتكِ
لا غيماً يشبه بسمتكِ
لا مطراً أو نور يضاهي
بعض ظهورك
بعض حضورك
يا اجمل ما كانت حلماً
فهي الان بعيني شيئاً
كل حديث حلواً كان
لا يكفيها
يا درويش كانت ليلي
كانت فكرة في ذاكرتي
منتظراً أن تأتي فينا
في منتصفك
تُغلق كل جداراً كان
في عالمنا
تتركنا نغتاب الشوق
تتركنا في حضنٍ نلهو
لن اتركها يا درويش
حتى آخر يوماً إني
منها أغارُ
من كفيها
من خديها حت فِيها
كانت رُقيا قد ارقتني
كانت كل فصول الدنبا
فيها تكور كل العصف
بين القلب
وبين الروح
حتى خَلَقَتّْ من عالمنا
عالم اخر
لا يشبهنا
لا حرفاً
فينا يحكيها
#خالد_الخطيب ٢/ ٢٠٢٥
حلمٌ يرحل
حلمٌ يرحل وخيالٌ يفتقد للبوح
أتساقط في خِضم البوح
جنود الضاد تتبعني
جنود الضاد تدفعني لكي أكتب
لكي أرسم
لكي أُلقي بمرساتي
هنا في السطر
هنا مع مُجمل الكلمات
والصمتٌ يحمل كثير ضجيج
على حافة الغيم يتصبب دمعي.. أرحل في حضن غيمة.. أتوارى عن مجريات الحرف.. أختفي عن فصيح الكلمات..
نعم أقرأ بعض النجوم.. أتودد لثُقبٍ أسود يبتلع ألف كتاب في طرفة عين..
لكني في خجلٍ يرقى لخجل عذراء يوم زفتها
أخاف النهوض فيصتدمُ راسي في سقف السماء
أكتب من حلمٍ حظر.. من خيالٍ وصل.. من صمت بدأ بالعصف..
أكتب في سراديب الحزن.. في أخيلة الفرح.. وهناك أرقص بكأس خمرٍ أسكبه على صدر القصيد
أكتب من مداد البحر كيف أنجو من الغرق
أكتب عن نجمةٍ حضنت كسراً لا زال حُطاما
أكتب في الوقت الأخير القريب من الموت
القريب من نهاية الكون
أكتب لأنشد لحن النور القادم من عمق الشمس
أكتب حرفاً عن وردةٍ نبتت في حديقة منزلي
أكتب عن عصفورٍ ينتحب من القهر فوق نافذتي
قصوا جناحاه.. لا زال يعيش على أملٍ تنبت فيه فيحلق من جديد
أكتب بلا سبب
وبكثير سبب
أكتب عن الحب كثيراً
عن عالمٍ خرج بولادة أحدهم في مرمى قلبي
حيث الوطن أضحى
والوجهة وكل الأشياء الجميلة
شكل النجم
والغيم
والماء
شكل الهواء
وكل العطر في مدينة باريس
شكل أعمدةً لا زالت شاهدة على الحب
هناك في اشبيلية
لذا فأنا أكتب دون هوادة.. بكل ما أوتيتُ من حب.. من جرأة كلمات
لا أعلم جنوناً بكامل الإدراك أبلغ من فوضى الحرف
فالجنون يولدُ من جنون
كنت أقف على ناصية السطر.. أتتبع أسراب الكلمات
محاولاً اللحاق بذاك الركب
صنعت لنفسي جناحان من خشب.. من ضاد الحرف.. من عمق النص النافذ إلى صدري
لقد نجح الأمر
لقد تسلقت الغيم
ها أنا احلق
اتتبع النقي من تلك الحبكة التي أطرزها ثوباً من غسق الحرف وشروقه
أمضي على جناح الضوء.. أسبق النيازك الحالمة.. والشُهبُ التي ظلت الوصول لتخرج عن مسارها
لا زلت أمضي عبر الثقوب السوداء التي أنجبت ذاك الثقب الذي خلّفّ قصيدة..
في تلك المجرات التي تُشكل مسرحاً للموت
أتففن في مغازلة نجمة.. في معاكسة غيمةٍ أضاعت الطريق..
أرسم النص من وجه القمر.. من محابر المطر.. من لحن نايٍ تفرد في العزف على أوتار قلبي..
عائدٌ أدراجي.. نحو كوكبي الساكن بالشغب..
نحو الأرض.. حيث مدينتي.. وذاك الشارع الملعون
حيث حارتنا الثكلى من كل طقوس الحب
حيث حديقة منزلي تحتضن شجرة لم تُزهر منذ ولادة الحزن في صدر قصيدتي..
أفك أقفال البيت.. أنتزعني من فوضى الخارج إلى سجن غرفتي التي إمتلأت برداً
تلك التي يربكني فيها صرير نافذتي
يزعجني النظر إلى سقفها.. إلى جدرانها المكسوة بحروفٍ من عجينة القهر.. نضجت منذ عمرٍ مضى.. ثم أنجبت قبائلاً من القهر الفَتِّي..
يمسكني قلمي.. قفز بين أصابعي يرجوني أن أبحر به عبر سطور القافية.. عبر بحور الرواية الخالية.. يتوسلني أن أرسو به فوق شاطىء الفكرة المزعومة.. فوق رملٍ لم تتماسك ذراته..
ماذا لو أني أتعمق ذرة غبار.. ماذا لو أني كنت كائناً دقيقاً غير مرأي.. ماذا لو ينتظرني عالماً في عدسة مايكرسكوب فلا تُرى ملامحي..
سأعبر قارات تلك الذرة.. سأبحر بين محيطاتها الهائجة.. سأعانق سمائها.. سأسير فوق هضابها..
ثم سألتقي حبيبتي هناك..
هكذا أظن الأمر
لقد انتهى من حيث بدأت أولى الحكايات