أخرج وغادرني هناك
إياكَ مني تقترب
لا لا تعد
قالتها لي
وأنا الذي راهنتُ أنها موطني
وأنا لها كنتُ أظنُ الموطِنَ
وكأنها تقتصُ مني ثأرَها
وأدتني في ذاك الحطام
مُرتداً عن دينٍ لها
وكأنني
ما كنتُ يوم حبيبها
ما كنتُ أجملَ حِلمِها
كانت تقول
يا جبرَ خاطري كُلهُ
يا طفلَ روحي وعُمرهُ
ويا جنين حكايتي
الآن أُعلنُ صرختي
إرحل بكُلِّكَ لا تعُد
قد هُنت أنت
أصبحتَ أكبر كِذبةٍ
خَدَعتني
نَسِيتَنِي
أُُعفيِكَ من حرفِ الغرام
لا لا تنادي بالهوى أجهضتهُ
أنا لا أريدكَ في حياتي كلها
قلبي أصم
قلبي حجر
إرحل بعيداً لا تعُد
ما عُدت أحملُ أيَّ نبضٍ بخافقي
ماذا أقولُ يا تُرى
وكأنها
نَسِيت محاسني كُلها
وترقَبت لَمَّا نَزَفتُ
وهوت بخنجرها عليّ
قتلتني يوم هروبها
وتظنني
أنا خصمها
وعدوها
طعنتني فيه
شَقَّت جدارَ الخاصرة
وكأنني
أنا من قتلت أمها
أنا من وأدت أختها
فبدوت أعظم مجرمٍ
سفاحٌ قاتلُ أهلَها
ولأنني أحبها
غادرتها
تركتها
وعزمت هجر قلاعها
لا أعصي أمرها لو تقول
يا أنت مُتْ
قد مات كُلي بهجرها
كَسرَتْ عظامي كلها
كَسرتهُ قلبي
كَسرَتْ ضلوعي كلها
كَسَرتني مثل مدينةٍ
كانت قصوراً شامخات
واليوم باتت في الركام
تذرو الرياحَ معالمي
مثل الحروف بلا مداد
مثل الضرير بلا دليل
يغفو بعيداً من هنا
على وسائد من حطب
ألتفُ في جوفِ الرماد
برد الشتاء بداخلي والزمهرير
الكلُ يعزفُ أن أعود
قلمي الصغير
ورقي حروفي كلها
وهديةٌ منها هناك
كانت تراودني بها
ضلَّ الكلامُ بها يدور
حاولتُ أنساها الصور
ورسائلاً منها أتت
لكنها مثل النَفَس
مثل النُجوم
كالشمس تُشرقُ لا تغيب
كالماء تعزف في السماء
لحناً تساقط رحمةً
أسميتها
لحن المطر
كانت هناك في العدم
كانت بحلم
ورأيتها في طيف يرقبني هناك
قد قال لي
عد يا رفيق وسادتي
قد كان حلم
وأنا حقيقة نابضك
هيا تعال وارتمِ.. بجوارحي
إياك تترك مسكنك






































