حروفٌ القهرِ تغلبني
أنا القهر الذي أضنته أوردتي
أنا الموت الذي يغتال شرياني
أنا كفنٌ لنبض القلب والأهات أهاتي
أحدثُ من حروف الضاد
وأسالها
متى تنعاه جُثماني؟
متى أفنى؟
متى أرحل؟
وألقي كل أوراقي
وأشيائي
ومحبرتي
وألقي روحي الثكلى
بأخدودٍ
من النيران قد جَمعت
لتحرقني
وتنهيها خطاباتي
متى يُلقون مقصلتي؟
متى تهوي على جسدي؟
لتقتلني
لتنفيني من الكلمات والأشعار
لتسكبني كسمٍّ في رحى رئتي
وتشنقني
بحبلٍ كان في عنقي
لقد ألقته
تخبرني
بأن الحبل ينجيني من الغرقِ
لقد كانت تصورني
وتلهو في مجاراتي
متى يا حرفي تُسعفني؟
متى الكلمات تشفيني؟
أنا كلي بجمر الصبر أحرقني
أنا كالليل
في الميدان أصلبني
هنا كانت بداياتي
لقد بالغتِ في قتلي
وألقيتِ رصاصاتك
لقد أرديتِني في اليم
وأعلنتِ نهاياتي
كأني مسكن الشيطان في نظرك
وكل خصوم أهل الأرض
وأني قاتلٌ مأجور
جميع الكون يطلبني
كأني قاتلٌ أُمّك
ووالدكِ
وكل الناس في الحارة
كأني الفخ والألغام والبارود
كأني صوتُ زلزلةٍ
كأني النارَ والبركانَ
فكيف أدافع عن ذاتي
وعن حرفي وقواتي
وكيف أُبرؤ
قافيتي
من الظلم الذي ينفي رواياتي
أنا ابن الحرف الموجوع
والمجروح
أنا ابن الصمت مغصوبٌ على صمتي
أنا ابن دفاتر مهجورة
وابن الكسر في الصورة
أنا الإعدام للضحكات
أنا الإنكار لو تدرون للشعراء
والخطباء
في ذاتي
لكل جنود حروف الضاد
أنا خصمٌ
لكل مشاعر الدنيا
أنا طيفٌ
وأخيلةٌ
وروحٌ في جحيم الوقت منفية
لقد عجزت
نصوص الكون
أن تُنهي مجاراتي
أنا التاريخُ
لم أُذكر
ولم أنجو من الحساد
والأوغاد
ولم أنجو من القناص
إذ يُلقي الرصاصاتٍ
ولم أنجو من النقاد
ولم أنجو من التحليل
ولم تنجوا كتاباتي
#خالد_الخطيب تم بتاريخ شهر ١|٢٠٢٥
أتعبتِني
أتعبت حرفي في القصيدة عندما
ولد الكلام
من دون أمٍ أو أبا
أتعبت نصّاً لم يُعمد حينما
خرج اليراع
على الحصير
وقد حبا
أتعبتِني
من نظرةٍ لمحاسنك
كانت بدايات التعجب والصِبا
واعدتِني
من يومها
طفلاً بلا أمٍ أنا
بركان كنت
واليوم صوتي قد خبا
عيناكِ ألف حكايةٍ
السحر فيهما قد بَدَا
منذ احتضان وسادتي
والحال بي لا يستريح
أصبحت فيهما تائهاً
مثل الغريب مُغيبا
ويشتُ عقلي من جنون
ويروح يأبى أن يحدث بعضه
متعطشاً ليلملم بعض شتاته
ويعيش بين ظلامه
متعثراً في حظه
هو ها هنا
يمشي بلا وعيٍ له
مترنحاً مُستغربا
أتعبتِ كل شوارعي
ومدينتي
وعالمي
ذاك الذي يحتلني
أتعبتِني
وأنا كمن
بُترت يداه
ولا يئِنُ مُعذبا
أتعبتِني بصريح كل عبارةٍ
أتعبتِ حُلماً ما اكتمل
أجهضتِ حَملاً قد رجوتُ من زمن
وأنا اليتيم بلا كفوف
وبلا ملامح أستريح
فوق حطام نوافذي
فوق الزجاج
مُحَارَبا
الشوك يحضنني إليه
لمّا رأى دمعي يجرُّ محابري
والكل يسألني أنا
عن الجراح
عن نزف قلبي في السطور
مظلوم كنت
لكنني مُستجوبا
الكل يسأل ما السبب
الكل يصرخُ بي أنا
مع أنني
كفني وجثماني بَدَا
لكنهم نادوا بِيا
لا بأس مُتّْ
وإنما
دمك الغبي
قد أرهق البوح الأخير
وعَذبا
أتعبتِني
والخصمُ كنتُ والعِدَا
والنارُ تحرقني بها
ما همهم
قالوا دعوه سيُطفئه
مطرٌ لغيم
لما رأى ناري هناك
خجل المطر
وأزاح عني مؤدّبا