على ناصية الوقت، على هامش الحياة..
جلست...
ركنت بجانبها متاعها.. بعض خيبات وندبات..
فقد من هنا.. هجر ها هنا.. و فتات ذكريات
سألها :
أراك قد حزمت أمتعتك.. أمسافرة أم راحلة؟!
قالت ساخرة :
من مثلي، لا تقرر الاثنان .
من مثلي متأهبة لقذفة قد تتلاقها بأي لحظة، بلا حسبان
قال : .. أمثلك كثر ؟..
قالت: لا أدري!.. ربما..!
قال : ومن أنتم؟
قالت : نحن اليتامى على حين غفلة من الزمان
نحن المنبوذون في أرضنا.. فلفظتنا، لنصبح مهاجرين غزوا كل الأوطان
نحن المتعبون من صولات الدهر، فكنا الضحية بهتاناً وعدوان
نحن...!
نحن العاشقون، المترنمون أخر الليل بلحن الكمان..
المتسامون بحبنا، حتى علونا فوق فوق.. فلا أرض تجذبنا ولا سماء تمنعنا.. سكنا بينهما.. ما بين بين
تُهنا، جُننا، أبحرنا ببحر الحب حد الغرق وما ألقينا بالاً إن كان أخر إبحارنا موانئ وشطآن..
حتى..
حتى صفعتنا يد الواقع.. وأصطدمنا بمر المسافات والحرمان
نحن الذين لم ترفق بنا الحياة يوماً. وتتالت علينا النكبات حتى شككنا.. أنحن من بني الأنسان؟!.
قال : طريقك طويل وصعب.. فما زوادتك للعبور والسير نحو المجهول
قالت :.. حسن ظن بالله.. ورجاء منه بالجنان والغفران
مد يده مصافحاً :
أنا الزمان.
قالت بإبتسامة ساخرة :
لا حاجة للمصافحة إذاً.. وأنا بقية أنسان