ومن بعد هذه المدة تبين لي بأنني
ما كنت ُ إلا مدعياً لحلم ٍ كبير.
حلم ٍ ما كان ليكون لي إذ كيف قد
تجتمع الغربان والعصافير.
وكيف قد يصرح لمن كان يريد أكثر
من أستحقاق ٍ غير مثير.
فهي التي ما كانت لتقبل أرتباط
مصيرها مع شخص ٍ غريب.
وليس له ُ صفة المواطنة في بلد ٍ
ليس بلده ُ ليؤكد المصير كحبيب.
فهو في نظرها مجهول الهوية
وإن كان في بلده ِ له الكل مستجيب.
أما هنا فهو ذلك الغريب القادم من
بلده ِ من غير أهل ٍ أو قريب.
والناس أعتادت أن تعطي بناتها لرجل ٍ
يعرفونه ُ حقاً ليكون نسيب.
وتلك هي أفضلية الذي يقترن بمن هي
منه ُ ليستجيب.
لكل تلك المعايير التي وضعها كل المجتمع
على ما كان متاح.
أما هي فقد قفلت الباب على قلبي وضيعت
بيديها المفتاح.
ولم تستمع مني لشيء ولا كان سيفيد معها
أي أقتراح.
أما أنا فمازلت أعاني من أعراض أنسحابها
من حياتي.
وكيف لها أن تتقبل من الغير نفاقه ُ وتعتبره ُ
لميلها مؤاتي.
وتتنكر لي كل هذه المشاعر ولم تبالي من
بعدها لظلمها العاتي.