وتسألني من أنت لأقول لها أنا
ذلك المنفي من حبها ومازلت ُ
أعشق الذي نفاني.
وتسألني عن العشق أقول بأنه ُ
من أصدق المشاعر التي يمنحها
الأنسان لأنسان ٍ ثاني.
وإن لم يتقبل الآخر تلك المشاعر
ويراوغ لكي يتهرب منها فصدقيني
أنه قد كان أناني.
لتعود فتسألني وما الوفاء لأقول
لها هو تلك المشاعر التي تفيض
نبلاً وتفاني.
أما تقبل الوفاء من الطرف الآخر
فهو يعتمد ُ على مدى إنسانيته ِ
بشكل ٍ لا يكون آني.
فالذي يجد هذا الوفاء في شخص
المقابل فلابد أن يتمسك به ِ حتى
وإن كان بطبعه ِ صبياني.
ولو إن لي كرة ً لكنت ُ سأعشقها ألف
مرة ٍ لأنها ما كانت أمرأة ً عادية ً بل
إنها المكملة لكياني.
وهل يستطيع أي بشر ٍ منا أن ينفي
جزءاً منه أو يستأصل أي جزء من
جسده ِ إلا لو كان سيموت أو يعاني.
وإلا فلا عتب َ على أي بشر ٍ قد يحَملك
ما لا طاقة لك عليه وهو المتجني الذي
آذاني .
وحين سألت ُ نفسي لما هي بالذات
تلك التي أحببتها بهذا الشكل فأجاب
قلبي بأني ما خلقت ُ إلا لعشقها فهي
التي كانت كل ما بوجداني.
وحين وصلت لتلك المرحلة من الحديث
عنها نزلت دمعة من عيني باكية ً على
الذي قد فعله ُ بي زماني .
وأنا الذي قد جمعت ُ كل مشاعر هذه
الدنيا ووضعتها تحت قدميها ومع ذلك
فهي التي قررت أن تخذلني ولا تهواني.