وتدور بدائرتها الأيام وأنت معها
تدور.
وتتغير المواقف والوجوه وأنت
مع تلك الأحداث صبور.
حتى ومن بعد أن فقدت اغلى
من تحب فما زلت غيور.
غيور ٌ على شخصها وأنوثتها
مع أنه ُ لم يكن بالمقدور.
أن تبادلك الهوى من بعد أن
تنازلت عنك َ وأصبحت برأيها
كالمحظور.
لكنك َ وكما قررت في ساعتها
بأن تكون لذكراها في ضميرك
مذكور.
والحب لاينقطع من بعد هجر ٍ
لأنه ُ يبقى في النفس مغمور.
ولا سبيل أن تنتزع من نفسك
ما كنت له ُ طائعاً وكأنك مأمور.
ولو أن الأيام والسنين قد مرت
به ِ فهو يبقى راسخاً في الصدور.
ولكن برضى من دواخلك كانت
لك َ قصة ٌ لها كل هذا الحضور.
ولن تغادر روحك َ تلك الحقيقة
مع الأيام لتبقى في نفسك وكأنها
كانت محاطة ً بسور.
فالعشق في حضرتها ما كان كما
توقعت بل كان أكبر من كل التمني
والنذور.
حتى وإن لم تتصور هي ذلك فيكفيك
بأنك قد صنت ذلك العشق المسحور.
ذاك الذي جعل منك َ كناسك ٍ أو لربما
درويش وفي حلقات الذكر يدور.
وهل كان بالأمكان أن تنسى ذلك الميل
أو أن تتخطاه وإن فرقت بينكما أراضي
شاسعة ً حينها وبحور.