استيقظت من النوم على هزه ارضيه عنيفه، كل شئ حولي كان يهتز بطريقه غير طبيعيه لدرجة ان الزجاج تحطم، والخزانه سقطت، وحدثت فوضى غير طبيعيه، فجأه وبدون مقدمات وجدت نفسي ارتفع عن سطح الأرض واطير في الهواء وكأن الجاذبية قد انعدمت، حاولت الامساك بأي شئ لأستطيع التوازن ولكن حتي الاثاث كان هائماً في الهواء مثلي تماماً، ارتطم جسدي بقوه في السقيفه ولكني حمدت الله انني توقفت أخيراً، ظللت فتره من الوقت هادئاً احاول استيعاب ما يحدث وما يدور من حولي، ولكني لم أجد تفسيراً للأمر ، هناك خلل يحدث ولا أعلم سببه
بعد فتره قليله من الوقت وجدت شيئاً يقف أمام النافذه ذو هيئه غريبه مخيفه وتنظر نحوي، كانت عيونها تشبه الكره ووجهها ليس بشرياً بأي شكل من الأشكال، كائن غريب عجيب شعرت برعبٍ شديد من منظره ونظراته التي شعرت انها تخترق روحي، رفع الكائن يده فأنفتحت النافذه ودخل هو منها وكل ذلك وانا ارتجف، مد جسده وظهر له ساقان وجسد مثل حبة الفاكهه الكبيره، ذراعاه وساقاه مثل العصا الرفيعه، ظل ينتقل في الغرفه وهو يستكشفها حتى وجدته يتمدد كالمطاط ووصل للأعلى عندي وظل ينظر نحوي بهدوء
الكائن الغريب بهدوء:
أنت.... كائن.... بشرى.... مهمل
أكرم بخوف:
وانت ايه!!!
الكائن الغريب يبتسم:
انا... مالكك... الجديد
أكرم بسخريه:
نعم يا حيلتها !!! انت هتستهبل ياض والا ايه!!! لااا فوق كده وبصلي عدل، أقف معووج واتكلم عدل يا نجم، أنا لا يمكن ابقى ملك لحد انت فاهم
صفعني هذا الكائن صفعه جعلت رأسي يدور، شعرت وكأن سبعة رجال قاموا بصفعي
الكائن ببرود:
عندما... تتحدث.... مع.... مالكك.... تحدث.... بإحترام
ظل ينظر حوله ثم أعاد النظر لي بتمعن
الكائن بهدوء:
سنضع... بعض.... القواعد.... حتى.... نسير.... عليها.... هنا.... كي.... لا.... يتم.... معاقبتك.... كثيراً
أكرم بضيق:
دانت ليلتك سوده، ايه اللي بيحصل ده!!! انا شكلي تقلت في العشا
الكائن بهدوء:
اسمي... روزا... وسنحاول... التأقلم.... معاً
أكرم يرفع حاجباً:
ست!!!! بقى انا تضربني وتستعبدني واحده ست!!!! لا كده الهيبه راحت واتنسفت
روزا تنظر له:
هل.... أنت... عدواً... للمرأه؟!
أكرم يبتسم بوسع:
أنا بعشق المرأه، بس بالنسبه للمرأه عندنا وعندكم الوضع مختلف، أنا أصلاً معرفتش انك مرأه غير لما قلتي اسمك، الا هو انتو مين وايه جابكوا هنا؟! لا مؤاخذه يعني
روزا بهدوء :
نحن.... من... كوكب.... أليانورا... كوكب.... النساء.... واتينا.... كي.... نحتل.... الأرض.... بعد.... معرفتنا.... ان.... بها.... عقولاً.... فذه.... حتي.... نندمج.... معكم.... ونخلق.... أجيالاً.... ذكائها.... خارق
أكرم بضيق:
بصي طيب علشان نعرف نتكلم كويس نزليني الله يكرمك، حاسس اني دبيحه متعلقه ومستني يسلخوني
اشارت بيدها وفجأه وجدت نفسي قد أصبحت قطعه واحده مع الأرض من شدة ارتطامي بها، شعرت بعظامي قد تم طحنها، اعتدلت بصعوبه ونظرت لها فوجدتها قد عادت لحجمها الطبيعي ووقفت بنفس المستوى معي ونفس الطول، ظلت تنظر لي بتمعن وكأنها تقوم بدراستي، في أقل من الثانيه وجدت كل شئ يعود لطبيعته، حتى الزجاج المحطم عاد سليماً، وكل شئ أصبح في أفضل حال
روزا بهدوء:
أنت... وسيم... ولهذا .... أطفالنا.... سيكونوا.... وسيمين.... مثلي.... ومثلك
وفي هذه اللحظه لم أستطع آمالك نفسي فأنفجرت ضحكاً، ضحكت بطريقة هستيريه، لم أستطع التوقف كعادتي في مثل هذه المواقف، ولكن لحظه.... هل قالت منذ قليل انهم قد قاموا باحتلالنا ؟! يا ويلي!!!! كيف قاموا بإحتلالنا؟! أين الحكومه واين الشعب؟! في هذه اللحظه علمت أن الوضع خطير وإنني لا يجب أن أظل هكذا يجب أن اتصرف بحكمه كي استطيع النجاة من هذه المجنونه
أكرم بهدوء:
بقلك يا ست الكل، هو انتم احتليتوا البلد كلها كلها
روزا بهدوء:
ليس... البلد.... فقط.... نحن.... قد.... قمنا.... بإحتلال.... العالم.... كوكب.... الارض.... كله
فتحت عيناي بصدمه وشُلّ لساني، كوكب الأرض !!!! هذه كارثه بكل المقاييس، يبدوا ان ما سنمر به لن يكون هيناً ابداً
وفعلاً بدأت كل محطات التلفاز تقوم عرض مظاهر احتلال كوكب أليانورا للعالم كله، وبدأت كل وسائل التواصل يتحكم بها أعضاء من هذا الكوكب، وقاموا بقتل الكثير من المدنيين واعتقال البعض الآخر من نساء وأطفال، فكل هدفهم كان الرجال وهو ما حصلوا عليه، احتلالاً رسمياً
وبدأت مجموعات من هذا الكوكب بأخذ بشراً من كوكبنا إلى كوكبهم كي يقوموا بعمل تجارب وأبحاث عليهم، حيث يقوموا بفحصهم بدقه كي يقوموا بإستخدامهم في خدمة هدفهم الرئيسي والذي اتوا لأجله في الاساس لكوكب الارض، تحسين نسلهم وإنتاج نسل أكثر ذكاءاً وجمالاً
لحسن حظي أو لسوءه لا أعلم، روزا الفضائيه كانت قائد الفيلق الذي كان يتواجد هنا في مصر، وكل يوم كنت أرى أشكال وألوان من هذه المخلوقات الفضائيه تدخل شقتي، ويظلوا معها في اجتماعات مفتوحه وليست مغلقه لأني لم أكن افهم اي شئ من لغتهم التي يتحدثون بها مع بعضهم البعض، ولكن من الواضح انهم يخططون لشئ كبير جداً، أكبر من احتلالهم لشقتي
روزا بدأت تثق في قليلاً، وهذا حدث عندما قمت بحمايتها في يومٍ ما وانا معها من هجوم من احد السكان، لا أعلم لمَ فعلت ذلك ولكن ربما كان تصرف تلقائي، وربما لاني اعتقدت انه يهاجمني فقفزت بعيداً وأثناء ذلك أخذت روزا معي، فأحتسبت لي عملية إنقاذ
في أحد الأيام عندما خرجت بمفردي وذهبت الي السوبر ماركت، قابلت أصدقائي كريم ويوسف اللذان كانا يعانيان من الاحتلال أيضاً، استغلوا فرصة ان مالكيهم الفضائيين مشغولين ووقفوا يتحدثون معي
كريم وهو ينظر حوله:
وبعدين يا شباب، هنفضل كده تحت رحمة المسوخ دول!!!! أنا اتخنقت
يوسف بحاجب مرتفع:
الحرق حق فيهم، دول شوية كلاب ميستاهلوش حتى كلمة كلاب، أنا (اخفض صوته قليلاً) انا اشتركت في تنظيم وبنبيد فيهم واحده واحده
أكرم بحماس وهمس:
ايوه بقى هو ده الكلام، عاش يا ابطال
كريم بحاجب مرتفع:
مالك يا عم أكر م؟! عاش ايه وبطل مين، دول لو عرفوا هيفصلوا راسه عن جسمه
يوسف نظر له بتقزز:
مالك يالا بقيت خيخه كده ليه؟! يعني نسيبهم يتمتعوا بخيرات بلدنا ويستعبدونا ونسكت!!!!
كريم بخوف:
لا يا عم انا بخاف، ماليش دعوه بيكم
أكرم يمسك يد يوسف:
يوسف انا عاوز ابقى معاكم، أنا مستعد ومش خايف
يوسف بهدوء:
وانا اثق فيك ازاي بعد اللي عملته وبقيت بطل شعبي عندهم!!!!
أكرم سريعاً:
والله كنت بدافع عن نفسي بس، إنما البتاعه دي انا عمري ما انقذها، ولا حتى في احلامي
يوسف يومئ:
اوك هشوف الدنيا وابلغك، هتبقى رساله مبهمه على التليفون فخليك مصحصح وافهم الإشارات في الكلام
ودعنا بعضنا يومها ورحلنا وانا لدي امل ان نلتقي من جديد، وبعد يومين سمعت خبراً زلزل كياني كله، مات يوسف... قتلته الكائنات الفضائيه، اوقفوه وسط الميدان وأطلقوا عليه آشعه فوق بنفسجيه، كان أصعب خبراً تلقيته في حياتي كلها واذاني، حينما ماتوا اهلي لم اتأذي بهذا الشكل، وكنت واثق تماماً ان كريم له يد في الموضوع لأن يوسف لم يتحدث عن الأمر سوي امامنا، ولم يثق سوى بنا، وبالنهايه جاء الغدر من بيننا، لكم بكيت وبكيت عليه، قلبي كان يؤلمني وروحي شعرت بها تُسحب وكنت سأدخل في حاله من الإكتئاب ولكني في آخر لحظه قررت ان انتقم، انتقم لصديقي وبلدي والبشريه كلها، فالاستسلام لن يولد سوى الخراب والموت، لن نعيش طالما استسلمنا، ويوسف مات وهو مؤمن بقضيتنا، قضية حياتنا، قضية بقائنا
انتظرت الرساله بفارغ الصبر حتى اتت أخيراً، كانت سعادتي بها لا توصف، فتحتها وكان محتواها
(هنطير عصافير تيجي تلعب معانا)
وفهمتها في لحظه، نحن بالفعل سنلعب لعبه يتحاكاها التاريخ، لعبة العمر اما المكسب أو الخساره، للأبد
بالطبع روزا لم تقتنع بالأمر بالرغم من محاولاتي المستميته لإقناعها أنها مجرد لعبه مع بعض الأصدقاء القدامي، تركتني اخرج ولكني كنت اثق تماماً انها ستراقبني، وعندما ذهبت الي الشباب رحبوا بي ورحبت بهم وكأني اعرفهم منذ الصغر، بالرغم من اني اراهم لأول مره، ولكن بالطبع كل هذا كان تمويهاً كي لا يشك بنا احد
والمفاجأه اننا فعلاً وقفنا نطير عصافير ونحن نضحك ونلهوا، كنا مثل الأطفال وتوفنا كأطفال لنجعلهم يثقوا بنا وبأننا لن نفعل شيئاً يزعزع استقرارهم وامانهم، وتكررت خروجاتنا وكل مره بحجه مختلفه حتي تأكدنا بالفعل أنه لم يعد أحد يراقبنا ولا يتبعنا، وهنا بدأنا الجد
بدأنا بوضع خطتنا، كنا مجموعه كبيره من عدة أشخاص وكل منهم متخصص في أمر ما، كل منهم كان بارعاً في شئ معين، كان معنا مبرمجين قمه في التفوق، وهناك أبطال في ألعاب القوى، والبعض كانوا كيميائيين ويستطيعوا أن يخترعوا اي مصل يساعدنا في مهمتنا، وهناك من كانوا في سلك البوليس وبالطبع بدأوا بتعليمنا القنص واستخدام السلاح، لأنها حرب وسنحتاج لكل شئ تعلمناه، ونطلب من الله التوفيق والسداد
وحانت لحظة الصفر، وضعت السائل الشفاف لروزا في العصير مثلما علمني الشباب في معمل الكيمياء، كان هذا هو السائل الذي قاموا باختراعه عديم اللون أو الرائحه أو الطعم، وهو يسبب الوفاه على مدى عدة ساعات وهو ما كنا نحتاجه بالضبط لبدأ الثوره، ولكن للأسف لم نستطع صنع الكثير منه لعدم توافر موارد كافيه لدينا، وكانوا سيشكون بنا، فكان الحل الأنسب ان نستخدمه مع القاده فقط، وهو ما حدث وشربته روزا قبل أن تذهب لعملها، وبهذا تكون مهمتي تمت بنجاح
بدأنا في التجمع بعدما خرج كل الفضائيين من البيوت، وسلمونا الشباب اسلحه استطاعوا سرقتها من مركز الشرطه دون أن ينتبه لهم احد، كانت بسيطه ولكنها ذات تأثير قوي وستساعدنا بالتأكيد
وانطلق جرس الإنذار معلناً عن موت القاده، وهنا كان هذا هو جرس الانطلاق بالنسبة لنا، خرجنا باعداد قليله زادت مع حربنا مع الكائنات الفضائيه، كل من يرانا نحارب من الشعب ينضم لنا بقوته البدنيه فقط لا محتاج سلاح، الغضب كان أكبر سلاح
الحرب كانت طاحنه ومميته، كنا نحارب بكل غضب وحقد على تلك الكائنات التي أتت وزعزعت أمننا وسلاما، احتلت أرضنا واستوطنت بيوتنا، كنا تقتلهم ونحن نرى أخواننا الذين ماتوا أمام أعيننا ظلماً وبهتاناً، وقع منا الكثير واوقعنا منهم اكثر، ووصلتنا أخبار أن الحرب كانت في كل مكان في العالم، شجعناهم وبدأنا الشراره وهم اكملوا خلفنا، كانت حرباً طاحنه لا هوادة فيها، حرب لا رحمة بها ولا تهاون، فمن يتهاون يفقد حياته، حرب البقاء
وأخيراً حررنا بلادنا، حررنا أرضنا ولملمنا شملنا وانتصرنا، والباقي من الكائنات الفضائيه هربوا بسفنهم الفضائيه لكوكبهم مهزومين مجروحين ولن يفكروا يوماً أن يقتربوا منا مرةً أخرى، زرعنا الخوف في قلوبهم، وجعلنا فقط ذكر اسم كوكبنا يجلب لهم الرعب
وقفت فوق جبل من التراب والسماء كانت من فوقي غائمه من أثر الدمار الذي حل ببلادنا، نظرت لبلدي الجميله فوجدتها اصبحت مجرد خراب، تدمر كل شئ وتهدمت البيوت والمباني، أصبح كل شئ أنقاض، ولكن اخذت عهداً علي نفسي انا وأصدقائي أن نعمرها ونبنيها من جديد، خسرنا كثيراً وجاء الوقت ان نجمع نتائج مكسبنا، لن تظل بلدنا خراباً بل بسواعدنا ستصبح جنة الله على الأرض، سنحييها من جديد، سنجعلها عروس في ليلة زفافها
بإجتماعنا سوياً وايدينا في ايدي بعضنا استطعنا أن نبني بلدنا وان نعمرها ونعيدها زهره في وسط بستان أخضر جميل اسمه الارض.








































