قصة حب
قديمة كالجرح جديدة كالنور
كان يراها منذ سنوات طويلة تمر أمامه كنسمة خفيفة
لا تمسك
لكنه كان يخبئ إعجابه خلف صمته
هي أيضا كانت ترى فيه شيئا يوقظ الطمأنينة
لكنها خافت من الاقتراب
فالقلب الذي جرح مرة يصبح حذرا كطفل
يتعلم المشى من جديد
مرت الأيام
وافترقا بلا وعد ولا اعتراف
كل منهما حمل الآخر فى قلبه مثل كتاب لم يكتمل
بعد سنوات طويلة
عاد
إلى مدينته القديمة وجدها تجلس وحدها على مقعد خشبى
المكان نفسه الذي كانت تمر منه كل صباح
كأن الزمن دار في حلقته ليعيدهما إلى نقطة البداية
تبادلا السلام بخجل يشبه أول نظره
ثم جلس بقربها
سألها
هل ما زلت تخافين
هزت رأسها بابتسامة حزينة
من فقدان ما أحب
نعم
قال لها بهدوء رجل تعلم من خساراته
الخوف يضيع العمر
لكن الحب الحقيقة لا يضيع أحدا
تأملته قليلا
ورأت في عينيه النضج الذي تمنته يوما
لم يعد شابا يهرب من مشاعره ولا ظلا يمر بجوارها
بل أصبح سندا تستطيع أن تتكأ عليه دون قلق
قالت له بصوت منخفض
ظليت سنين أهرب
واللى كنت خايفاه
حصل
ضيعت قلبا كان ممكن يكون أمانى
ابتسم وبدل أن يلومها
قال
ما فات انتهى
المهم إنك هنا الآن
فهمت الدرس
أحيانا يعيد الله لنا ما فقدناه لا ليصلح الماضي
بل ليخبرنا أن الفرصة لا تمنح دائما
لكن
حين تعود
يجب ألا نضيعها مرة أخرى
نظر كل منهما للآخر نظرة كامله
كأنها اعتراف متأخر
لكنه ناضج
حقيقي
ورومانسى حد الاكتفاء
حين
عاد الحب
عاد
ناضجا
أقوى من الفقد
رجعنا لنفس الحكاية





































