كانت هدية فتاة تنتمي إلى أسرة متوسطة الحال عاشت طفولة مليئة بالتحديات بعد وفاة والدتها اضطر والدها للزواج مجددا ولكن زوجة أبيها لم تكن الأم الحنون التي توقعتها
عانت هدية من سوء المعاملة والإهمال مما جعل حياتها داخل المنزل أشبه بالكابوس
كانت تحلم بالخروج من هذا السجن اليومي وكانت ترى في التعليم بابا للهروب من واقعها المرير
بمجرد أن بلغت هدية سن الزواج تقدم لها رجل يكبرها بعشرين عاما
كان زواج صالونات
لم يكن لديها وقت للتردد أو التفكير رأت في هذا الزواج فرصة للخلاص من قسوة الحياة في منزل والدها
بعد الزواج سافرت هدية مع زوجها إلى إحدى دول الخليج
حيث كان يعمل في شركة استيراد وتصدير
على الرغم من فارق السن الكبير حاولت هدية التأقلم مع حياتها الجديدة
كان زوجها رجلاً تقليديا لكنه كريم وسمح لها بإكمال دراستها الجامعية عن بعد
استغلت هذه الفرصة بكل شغف وبدأت في تحقيق طموحاتها التي كانت حلما بعيد المنال
التحقت بوظيفة في إحدى الشركات الكبرى بعد تخرجها حيث أثبتت كفاءتها بسرعة وأصبحت موظفة مرموقة
بعد سنوات من الاستقرار النسبي تعرض زوج هدية لوعكة صحية مفاجئة أودت بحياته
وجدت نفسها وحيدة في بلد غريب
ولكنها قررت أن تواجه الحياة بشجاعة
لم تعد إلى بلدها حيث كانت ذكريات الألم والمعاناة
قررت البقاء واستكمال حياتها المهنية في نفس الشركة التي تعمل بها
في وسط انشغالها بالعمل لفتت هدية انتباه مديرها الجديد
رجل متعلم ومثقف
أعجب بشخصيتها الطموحة وقوة إرادتها
مع مرور الوقت تطورت علاقتهما من احترام متبادل إلى حب عميق
لم يكن القرار سهلا لكنها أدركت أن هذه العلاقة قد تمنحها الاستقرار الذي طالما افتقدته
بعد زواجها الثاني تغيرت حياة هدية بالكامل
وكأن الدنيا ابتسمت لها
انتقلت مع زوجها إلى منزل فاخر وساعدها على استثمار أموالها بحكمة
أصبحت هدية مثالاً للنجاح بعد المعاناة
امرأة صعدت من القاع إلى القمة بفضل إرادتها القوية والفرص التي استغلتها بحكمة
أصبحت هدية اليوم رمزًا للإصرار والأمل
لم تعد تلك الفتاة التي تبحث عن مخرج من الألم
بل أصبحت امرأة تصنع السعادة بنفسها
ولنفسها
هدية