كانت نورا فتاة صغيرة حين تركتها أمها مع أشقائها الأربعة
وأباها المعاق
كانت الكبرى بينهم
فحملت مسؤولية أكبر من عمرها
رأت الذل واستعانت بالصبر لتربي إخوتها وتعالج أباها
لم تختر الراحة يومًا
عملت في كل شيء: خياطة تنظيف بيع في الأسواق
نسيت أنها بنت أنها امرأة
دفنت أحلامها وطموحاتها في سبيل أن يعيش إخوتها حياة كريمة
كانت عيناها تملؤها الدموع ليلًا لكنها تشرق كل صباح بابتسامة جديدة
تخفي وجعها وتواصل الكفاح
مرت السنوات وكبر إخوتها وأصبحوا سندًا لها ولكنها بقيت رمزًا للصبر والعطاء المرأة التي لم تستسلم للظروف
كبر إخوتها وشقوا طريقهم في الحياة بفضل تضحياتها لم ينسوا يومًا كيف كانت نورا لهم الأم والأب وكيف أطفأت احلامها لتنير لهم الطريق
أصبحوا ناجحين وعاهدوا أنفسهم على تعويضها عن كل لحظة ألم عاشتها
بنوا لها بيتا جميلا
وأصروا أن تستريح بعد سنوات طويلة من الكد والعناء
لكن نورا رغم راحتها الظاهرة ظلت تحمل قلبا مليئا بالحنين لأيام الكفاح
لأنها صنعت منها امرأة قوية
ومصدر إلهام لمن حولها
ماتت نورا بعد سنوات
وترك رحيلها فراغا عميقا عند اخواتها واولادهم وكل من عرفها
لكن قصتها بقيت تروى كملحمة تضحية وعطاء لا مثيل لها