عبارة "فاقد الشيء لا يعطيه" من العبارات التي تستخدم لتبرير عجز البعض عن منح الآخرين ما يفتقدونه هم أنفسهم
لكنها ليست قاعدة مطلقة
فالواقع مليء بأمثلة تثبت عكس ذلك
حيث إن الإنسان لا يعطي فقط مما يملكه
بل مما يتمنى أن يجده أيضا
يقدم كل ما حرم منه
كم من شخص حرم من الحب منذ صغره
لكنه اختار أن يكون مصدرا للحب لمن حوله يمنحهم الدفء والاهتمام
وكأنما يعوض فيهم ما افتقده هو
وكم من شخص عاش الوحدة والعزلة
لكنه كان الملجأ لمن يحتاجون إلى كتف يستندون عليه
وكأنه يرفض أن يجعل الآخرين يمرون بما مر به
هناك قلوب كثرت فيها الجراح لكنها رغم ذلك تنبض حنانا وعطاء
تمنح بلا مقابل لأنها تدرك معنى الحرمان ولا تريد لغيرها أن يعاني ما عانته
في الحقيقة
الألم قد يكون دافعا للعطاء وليس عائقًا أمامه
فاقد الشيء أحيانا يكون أكثر من يقدره ويحرص على منحه لغيره لأنه يشعر بقيمته أكثر من غيره
لذلك لا ينبغي أن نقيد مشاعر الإنسان بقواعد جامدة
فالعطاء ينبع من الروح والقلب
وليس فقط مما نملكه أو نفتقده الحياة مليئة بالأمثلة التي تثبت أن من تألم أكثر أحب أكثر
ومن فقد شيئا
ربما كان هو الأقدر على منحه