عندما يتوفى منا قريب
نقف عند الفكرة طويلا
وكأنها حجر ثقيل فى صدورنا
نسأل أنفسنا يدور حوار بيننا و بين النفس والعقل
لماذا سمى الله مكان دفن الأجساد قبورا وحين تحدث عن البعث قال الأجداث؟
أهي مجرد كلمات مختلفة؟
ابتسم العقل بهدوء وقال:
في القرآن لا شىء عبثا
القبر من القبر
أي الستر والإخفاء
هو مكان سكون الجسد نهاية الرحلة الدنيوية حيث يوارى الجسد وتطوى صفحة العمل القبر حالة
ليس مجرد مكان
تدخلت النفس بصوت متهدج:
لكن ماذا عن الذين لم يدفنوا؟
من احترقوا
أو غرقوا
أو تفرقوا فى البحار
أين قبورهم؟
أجاب العقل بثقة:
هنا يتجلى السر
القبر ليس شرطا للبعث الله حين تحدث عن القيامة لم يقل يخرجون من القبور
بل قال الأجداث والجدث هو موضع الخروج
لا موضع الدفن
هو إعلان بداية لا نهاية
تنهد الإنسان وقال:
إذن الأجداث ليست أماكن محددة نعرفها
نعم
قال العقل :
الأجداث هى كل موضع كان فيه أثر الإنسان مهما تفرق جسده
من صار رمادا
أو ابتلعه البحر
أو لم يعرف له قبر
كله عند الله معلوم الأرض والبحر والنار شهود
لا تضيع عند الله ذرة
قالت النفس وقد هدأ اضطرابها:
كأن القبر مرحلة صمت والأجداث لحظة نداء
ابتسم العقل:
أحسنت
القبر ستر ورحمة
والأجداث كشف وعدل في الأولى نوارى
وفي الثانية نستدعى
اختلاف الكلمة يعكس اختلاف المقام
أطرق الإنسان رأسه بخشوع:
ما أعظم هذا السر
لا قبر ينسى الله
ولا موت يفلت من حسابه
النفس همسا:
يا الله
رحمة وعفو
لمن استعد ليوم الخروج لا لمجرد يوم الدفن
كثيرا ما نقف على سؤال
ولا نجد له أجابة
القراءن أجاب لنا كل ما يدور في اذهاننا وبعمق وإقناع
القراءن راحة النفس والعقل والقلب







































