السلام عليكم و رحمة الله ...
لقد وعدتكم اخوتي و اخواتي بموضوعات مصوره عن رحلتي للولايات المتحده ...
و اذ اعتذر عن التأخير لظروف العمل .... اتمني ان يعجبكم باكورة هذه المواضيع ..
في البداية .. سأحاول ان احدثكم عن المدينة التي اقيم فيها .... و هي مدينة تو سان ثاني اكبر مدن ولاية اريزونا ....
اوه ... نسيت ان اخبركم اصلا اين تقع ولاية اريزونا ... حتي تكونو متخيلين عن اي بقعه من الكرة الارضيه اتحدث ...
انظرو للخريطه التاليه .... و التي توضح موقع ولاية اريزونا ضمن خريطة الولايات المتحده .... في قارة امريكا الشمالية
و الآن اليكم خريطه لولاية اريزونا ذاتها موضح عليها موقع مدينة "تو سان" موضوع حديثنا....
المدينة من حيث المناخ فهي حاره .... لكنها جافه .... فهنا حر بدون عرق ! .... و لا اعرف كيف؟!! ... لكنه الواقع .... ايضا هنا لا يوجد غبار صحراوي .. او اتربه في الهواء ... رغم ان الصحراء تحيط بنا من كل جانب في اكثر ولايات امريكا صحراويه !! ... و لا تسألوني ايضا عن سبب ذلك ... فهذا يحتاج متخصصا في علوم الجغرافيا "النظيفه"
...
مدينة "توسان" ... مدينه ضخمه المساحه .... مترامية الاطراف ... ذات شوارع عريضه و طويله و عملاقه .... و نظيفه ..... مبانيها كلها من طابق واحد او طابقين علي الاكثر .... عدا بعض الفنادق و البنوك .... و ليست كما تخيلت قبل قدومي هنا اني سأسير وسط غابة من ناطحات السحاب من تلك التي نشاهدها في الافلام الامريكية .... فهنا "الاسفلت" هو اكثر شيئ يمكن ان تشاهده
لا بشر يمشون علي الارض الا فيما ندر .... الكل في سيارته قابع .... ذاهب او آتي ..... يهبط منها و اليها يعود
لا احد يعبر الطريق الا نادرا ..... لا احد متوقف بسيارة معطله ..... لا احد يشحذ ..... لا احد هناك يشبه من في مخيلتنا ....
اليكم بعض الصور التقطها للشوارع المدينة و بعض مبانيها احادية الادوار .... و في خلفيتها تبدو سلسلة جبال تحيط بأحد جوانب المدينه
اتمني ان تكون الصور اعلاه قد اعطتكم فكره حول مدينة تو سان ... الهادئه جدا ...
من اكثر الملاحظات الجديره بالذكر في هذه المدينة .... و لا ادري هل هذا ينسحب علي الولايات المتحده كلها .... هو اني لم اشاهد شابا يقبل فتاه ... و لا منظرا خليعا من تلك المناظر التي كنت اراها في اوروبا بين الشباب و الشابات ... فرغم الحر في اريزونا .... و رغم ان ازياء السيدات كلها ساخنه و مكشوفه و معظمهن يرتدين "الشورت" .... الا انك تشعر انك تعيش في مدينة محافظه .... !! ..... لا احد ينظر لأحد ... لا احد "يعاكس احد" ... الكل في فلكه يدور .... الكل منضبط ...
الملاحظه الاخري .... انهم وقت العمل تجدهم في قمة الجد ... قمة الاخلاص ... ليس ناتجا عن الانضباط الذاتي كما نعتقد ... او حتي لانهم يمتلكون ضميرا حيا كما نظن .... و لكن لانهم تقريبا يعبدون "الدولار" ... و اسلوب الاداره الناجح في اي مكان هو الاسلوب الذي يفرض علي الموظفين العمل باقصي جهد ممكن مع توفير اقصي الحوافز الماديه الممكنه للمجد و اقصي العقوبات الممكنه للمقصر .. و هذا متوفر في نظم الاداره في اي مكان شاهدته هنا ... و هذا من اسرار نجاحهم الـ 287
من الاشياء التي يمكن ذكرها ايضا ... ان البشر هنا لا يبالي "بالشياكه" في اللبس ... فهم يلبسون اي شئ تقريبا .... اي "تيشيرت" فوق اي "بنطلون" او "شورت" ... مع "شبشب" او "صندل" و هيا للانطلاق ......
ازيائهم غريبه ... عجيبه ... لكن البساطه تنبع منها .... لا يوجد "منظره" و لا استعلاء ....
و الغريب انك عندما تتأمل للجميع تشعر ان طبقتهم الاجتماعيه واحده .... فمن الصعب ان تقول ان هذا مواطن فقير ... و هذا غني ... فحتي الآن لم اشاهد "شحاذا" ... او شخصا يمكن ان يقال عليه انه "معدم" ..... او حتي "غلبان" ..
عن السيارات فحدث و لا حرج ... الاسعار الرخيصه ... اتاحت للجميع امتلاك سيارات فاخره و حديثه ... فلا وجود لماركات "للادا" و لا للفيات 128 ... و لا للزستافا ... و لا لتلك الانواع التي تغرق بها شوارعنا او او موديل من تلك الموديلات السحيقه الضاربه في اعماق التاريخ ..... كما اني شاهدت هنا موديلات لم اشاهد مثلها في المحروسه
انا اشخصيا استخدم سياره "كيا اوبتيما" موديل 2010 .... في غاية الروعه .... قد لا تسعفني الاقدار ان اقود مثلاها في بلادي ... و الحمد لله علي كل شئ ....
اليكم هذه الصور لبعض السيارات هناك :
و هذه لوحة ارقام سيارتي "الكيا" :
من الملاحظات ايضا ... انه رغم قلة الماره في الشوارع و رغم ان الجميع يستخدم سيارته الخاصه .... فانه يوجد "اتوبيسات" نقل عام .... و لكنها ليست كتلك التي نعرفها .... انها باصات "شكلها حلو" .... .... و فااارغه ..... و بها مكان لوضع دراجتك الهوائيه ... انظروا صورة الحافله في "تو سان"
و الان ننتقل الي المحال التجاريه .... طبعا كلنا في مصر نعلم ان "كارفور" هو اكبر "مول" مسطح معروف ..... فمدينة القاهرة مثلا علي سبيل المثال بها ثلاث فروع تقريبا من "كارفور" و مدينة الاسكندريه التي يقطنها 15 مليون نسمه بها مول واحد فقط من نوع "كارفور" .....
تخيلوا ان مدينة "توسان" تحتوي علي اكثر من 20 مول .... اصغر واحد فيها يساوي ضعف "كارفور مصر" مرتين او ثلاثه .... !!!!!
انه كم ضخم جدا من المحلات التجاريه .... و كمية هائله من المنتجات .... و لا ادري هل القوة الشرائيه هنا تسمح بكل هذا .... ؟ !! (بالتأكيد تسمح ) ...
التقط لكم "علي عجاله" بعضا من اللقطات لبعض المحال التجاريه من الداخل و الخارج ....
من المفاجئات الساره ايضا هو عندما دخلت احد المتاجر الشهيره و المسماه (كولس) او khols و جدت قميصا مصنوعا في مصر يباع بـ 40 دولار .... و هو من اغلي و افضل المعروض في المتجر المشهور عنه الرقي في بضاعته
هذه صوره للعلامه التجاريه للمتجر :
و هذه صوره للقميص المصري .. سفيرنا في امريكا
ايضا "السوبر ماركت" في توسان منتشر بشكل مريع .... و منظر المنتجات و سعرها .... مغري و مذهل و جذاب ...
انظروا لهذه اللقطات .... الملتقطه من سوبر ماركت كبير ...
و الجدير بالملاحظه ان في امريكا تنتشر محلات بيع الاشياء المستعمله علي نطاق واسع .... فيبدو انهم لا يرمون شيئا .... و من هذه المحلات سلسلة تسمي thrift store ....
فقد دخلت احداها و وجدت اشياءا جيده جدا و رخيصه جدا .... و لولا اني مضطر للالتزام بوزن محدد لامتعتي في الطائرة لاشتريت طنا من هذه الاشياء ... و ما ازعجني في احد الافرع هو مشاهدتي لعلم اسرائيل قابعا بجانب بعض الخردوات اليهوديه ...
عن المطاعم في توسان ... فهي "زي الرز" و كلها تشبه بعضها .... و اكثر السلاسل هناك هي سلسلة "ماكدونالدز" .... و" كينج برجر ".... و لكن مشكلة هذه المطاعم ان لحم الخنزير هو المكون الرئيسي لمنتجاتها .... عموما تم حل هذه المشكله بالتركيز علي الدجاج .... بالمناسبه لم اشاهد "كنتاكي" الذي احبه .... فقد تناولت اول وجبة خارج مطعم الفندق في "كينج بورجر" ... و كانت وجبه ضخمه عباره عن "ساندوتشت" عملاق و طن من البطاطس و "جركن" بيبسي .. بـ 7 دولارات !!!! ... و عمار يا امريكا !!
و من المفاجآت السعيده في بلاد العم سام انك و اثناء سيرك تشاهد بالمصادفه لافته مكتوبه باللغه العربيه ... فقد شاهدت مطعما اسمه "زينه" يبيع الفول و الفلافل و "المجدره السوريه" في تو سان .... و عندما دخلت المطعم .. ليس لاتناول الفول في امريكا طبعا .... و لكن لاتحدث مع صاحب المطعم بالعربيه التي اوحشتني ..... اذا بفتاة باهره ليست من نوع made in arabia ترحب بي و تعطيني "المنيو" لاختار ما بين طبق "طعميه" بـ 11 دولار .... او ان تناول قرص الطعميه الواحد بـ 4 دولارات ... و يا مصيبتاه .... اي ان ثمن "الطعميايه" في امريكا تساوي 24 جنيها
:
و "طبق الطعميه" بـ 66 جنيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!.... ذكروني عندما اعود للوطن ان اقدم فروض الطاعة و الولاء للطعميه لانها "غاليه جدا" في بلاد العم سام
بالمناسبة سألت تلك الفتاه "التي تبلغ من العمر 109" عاما عن صاحب المحل .. فاخبرتني انه سوري الجنسيه لكنه لم يكن موجودا وقتها .....
من النباتات الصحراويه الغريبه في "تو سان" ... هذا النبات الذي لا اعرف اسمه ..... لكنه جميل "و يشوك" ... :
محطات البنزين هناك لا يوجد بها عامل يملئ السياره بالبنزين مثل عندنا ... بل كلها مزوده بجهاز "الفيزا" او بطاقة الائتمان ... حيث يقوم صاحب السياره بوضع بطاقته في المكان المخصص لذلك ..... ثم يملئ خزانه بالوقود .... بالمناسبه البنزين هناك ثلاث فئات 87 و 89 و 91 .... و يباج بالجالون و ليس باللتر .... و السعر مفاجأه ....
في النهاية
اتمني ان تكون هذه الجوله السريعه في ربوع مدينة "تو سان" قد نالت اعجابكم .... و انتظروني في الموضوع القادم .... حول مهرجان "الهالويين" ....
تحياتي