السلام عليكم و رحمة الله
يحكي ان سائق قطار كان يشق بقطاره يوميا بلدة صغيره ... تقترب أكواخها من القضبان
صوت القطار مزعج ....
صوت القطار يقد المضاجع
صوت القطار يزيد شروخ الاكواخ اتساعا ...
فقرر كبيرهم ان يتحول الي بطل ... و يسكت القطار
فهتف فيهم ..
ان صبرنا علي هذا ... فاننا في الذل خانعون
اما و أن انتفضنا علي هذا القطار اللعين .... و قدمنا الغالي و النفيس ... فاننا الي الجنة سائرون .... و فيها خالدون
و قرر السكان الفقراء المعدمون ان يثوروا .... وراء كبيرهم .... مؤمنين به مقلدين ... غير مفكرين ... و قرروا ان يستشهدوا في سبيل اسكات قطار !!
تحدثوا مع السائق ... مهددين :
لا تمر من هنا و الا ...
قاطعهم السائق : هذا عملي ... و هكذا هو القطار ... صوته مزعج ... لكن خدماته جليله .... و ما باليد حيله
قالوا له : سمنعنك من المرور
رد السائق : لو افسدتم القطار فهذا لعمل حقير .... فمن اجل اراحة آذانكم ستقطعون طريق آخرين امثالكم ...
قالو له : سبق السيف العزل و ما لنا قبل بأفساد القطار و لكننا علي القضبان واقفين ... فأرنا كيف الي مرماك أنت ماض ؟!
قال : القطار لا يقف ... و الوقوف علي القضبان قاتل لكم لا محاله
قالوا : بل سنقف .. و توقف انت ... او كن قاتلنا
قال : لقد اعذر من انذر ... و القطار لا و لن يقف ... لذا ادعوكم ان تفروا من امامه
قالوا : بل في سبيل بلدتنا ها هنا قاعدون ... و في سبيلها شهداء ... و تحمل انت عبئ قتلانا .... و دموع اراملنا ... و هواننا علي الناس
قال : بل انتم منتحرون ... و الي النار غالبا ستسيرون
قالوا : موعدنا اذا يوم القطار
و انطلق القطار ... و لم يتوقف ...
و مات من مات .... و فر من فر
و اصبح السائق قاتلا في نظر تلك البلدة الظالم اهلها .... و بطلا في نظر ركاب القطار الذين ما حرموا منه و ما قطع طريقهم
جئ بعالم حق .... عالم درس و تدبر .... لا مدعي زعق و "تشلق" ... سألوه : هل هم من الشهداء ؟
فقال قولة الحق .... : انهم لمنتحرون ... و انا علي من غرر بهم لداعون