السلام عليكم و رحمة الله
اعرف شكله من الصور ... و اعرف طعمه "المسكر" من "بسكويت نايس" الشهير ... و رائحته من "الشامبو" في تلك المناسبات التي تسبق الاعياد .... لكنني عندما قابلته في موطنه الاصلي .... لم يكن كما تركته في مخيلتي .... ابدا
كان شاحبا .... باهتا .. أشعثا ... مرا ... لزجا ....
كان غير الذي كنت اتوقعه ! ...
في توجو .... في غرب افريقيا .... و تحديدا في عاصمتها لومي و علي شاطئ المحيط الاطلسي ... كانت تجلس تلك السيده التي تفترش هرمين من الكرات الخشبية .... تحسبها جماجم من بعيد ...
نبهني زميلي انها ليست بجماجم ... و انما تلك الثمرة الحالمه ... جوز الهند ...
لا يمكن اذا تفويت هذه الفرصه ... و تجربة تلك الثمرة النادرة ... و انت تطئ ساحل الاطلسي علي غرب افريقيا ... ربما للمرة الاخيرة في حياتك ....
اشترينا واحده بما قيمته جنيهان مصريان ... و قامت السيده البائعه ... بتقشيرها ... ثم ثقبها ... لأشرب محتواها ...
توقعت ان اشرب "كوكتيل" جوز الهند ... ماركة "جهينة" .... لكنه كان اقرب الي دواء "للكحة" .... منه الي "ملين" ...
اقنعني زميلي في فتوي من فتاويه البلاستيكيه الشهيره ... ان هذا السائل الذي شربته مفيد جدا "لكذا و كذا " .... و اهم شئ ذلك "الكذا" الذي يهم كل الرجال ...
نسي زميلي .... ان الرجال في ذلك البلد "الاسود" ... يفقدون اي احساس غريزي طبيعي ... نهائيا ....
و رغم اني علي يقين بان فتواه خشبية كالعاده ... الا ان احساسا بالرضا نجح في تعويض مرارة هذا السائل ... بينما اخذت البائعه بقية الثمرة الخشبية في تلقائية ... و قامت بفلقها نصفين بساطور صغير ... ثم صنعت بمهارة شديده ملعقه خشبيه من قطعه من جسم الثمرة ... و دعتني لآكل اللحاء الداخلي ... للغلاف الخشبي لها ...
توقعت ان اذوق شيئا حلوا هذه المرة .... شيئا يشبه جوز الهند .... لكنه كان اشبه بمربي خالية من السكر ... !! ... لزجه و لا طعم لها تقريبا
انهيت الاكل ... و قذفت بالقشرة الخشبية السميكة فوق هرم سابقيها ...
زميلي ... صاحب الفتوي الحلزونية .... سجل تلك اللحظات التاريخيه مع ثمرة جوز الهند ... توجولية الجنسية .... بكاميرا هاتفي المحمول جوا :