السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عودا علي بدأ فدائما يشغلنا امور ذات ابعاد دينيه تمس حياتنا .... و رغم اننا هنا في مملكة تاميكوم نحاول - جاهدين - ان يكون حوارا متعقلا هادفا ... لا عاطفيا مندفعا .... الا ان الامور احيانا تقفز فوق حواجز القوانين بدافع الحب الاعمي و الغيرة القاتله ...
تذكرون - طبعا - رجل الدين الشيعي الكويتي الجنسية و الذي اقام حفلا في لندن و خرجت من فمه ترهات تسب الصحابة الكرام و ام المؤمنين عائشه عليهم و عليها السلام ....
وقتها ثار بعض الاعضاء بدافع الغيرة علي الدين و علي ام المؤمنين ... و قاموا بكتابه بعض المواضيع التي تنصب في خانة واحده و هي سب و شتم هذا الرجل .... و ادي اغلاق هذه المواضيع و تحرير بعضها الي تذمر شديد من بعض الاعضاء و انزواء بعضهم في اركان الحياة مضربين عن المشاركه و قيام آخرين بارسال رسائل الي رئيس تاميكوم لا تقل في بشاعتها و اسلوبها عن اسلوب رجل الدين الشيعي الذي تطاول علي ام المؤمنين عليها السلام
و لأننا - عاطفيين - فنحن حين نثور لا نسمع .... و عندما لا نسمع ... نهيج .... و بعد الهيجان تخمد الثوره ..... و لا أثار تُذكر لذلك الهياج الذي كان هادرا ثم اضحي نسيا منسيا !
عقلاء قلة تفهموا و انصتوا و استمعوا لوجهة النظر التي تعارض الهياج المؤقت و الثورة الجوفاء ... ثم استمعوا الي طرق بديله للرد بذكاء و كيفية الاستفاده من هذا الموقف بحكمة
و قلة فقط في هذا العالم هم من تحركوا في الاتجاه الصحيح
كاتب هذه المقاله هو من اشد الذين حُرقت قطرات دمهم في العروق عندما استمع لكلمات ذلك المتهور .... و لكنه حسم امره بأن الثورة الوقتيه لا تفيد ..... و انه لن يسمح بان يستخدم موقعا يديره لتأجيج ثوره العاطفيين التي تذوب اسرع من الثلج
و الآن و بعد مرور اسابيع قليلة عن هذه الواقعه ... و بعد ان ذابت الثوره "المؤقته" .... اجدني مدفوعا لتقييم "ردود فعل" ايجابيه و مؤثره .... كانت أفضل و ارصن كثيرا من "ثورات الثلجيين "
ذلك الرجل الذي اساء الي ام المؤمنين و الذي انئي بنفسي عن ذكر اسمه قد تم سحب الجنسية منه بقرار من البرلمان الكويتي و وسط ترحيب من قادة الشيعه الكويتيين !!
اية الله خامئني المرشد الاعلي للثورة الايرانية و اعلي قامه شيعية في العالم أفتي بتحريم سب الصحابة و ام المؤمنين و ذكر في نص فتواه بأن هذا لا يتوافق مع المذهب الشيعي!
اذا هناك قرار دوله .... و هناك فتوي لرجل دين .... اصلحا كثيرا من الشروخ الذي احدثتها كلمات رجل متهور لا يفقه شيئا في دينه و لا حتي في مذهبه و سيلقي الله باذن الله و هو حامل لذنب ثقيل اشفق عليه من حمله
و الآن اوجه حديثي للساده اصحاب الثورات الثلجيه التي تذوب سريعا ..... و الذين اعترضوا بشده علي اداريي تاميكوم و هم يغلقون المواضيع التي تسب الشيعه
ايها الساده الكرام :
لستم افضل منا ايمانا و لستم اعلي منا حبا لرسول الله و صحابته الكرام و ام المؤنين
و لكننا نملك وجهة نظر .... و ننظر بعيدا قليلا ابعد من صوابع ارجلنا ... و نكاد نتلمس اثار هذه الثورات المؤقته في شعوب المنطقه و بين مذاهب الدين الاسلامي
يجب ان تعلموا .... ان التحرك الصحيح و القرارات المؤثره و الردود القويه الحكيمه .... هي الحل الامثل ..... و الفئات القادره علي اصدار تلك القرارات هي جهات سياديه في الدول .... و جهات دينيه عليا .... و جهات مجتمعيه مهتمه بالعمل العام
و اما الجهات السياديه فكان ردها مؤثرا و صارما عندما سحبت الجنسية الكويتيه من هذا الرجل
و اما الجهات الدينيه فكان ردها علي اعلي مستويات الحكمه عندما افتي اعلي مستوي ديني لدي الشيعه بتحريم سب الصحابه و امهات المؤمنين ... ليضع اولائك الجهلاء في مأزق حقيقي و ينزع عنهم اية مرجعية دينيه ..... و يظهرهم و كأنهم لا ينتمون الي المذهب الشيعي
سيقول قائل : ان الفتوي الشيعيه لا تعبر عن حقيقة ما يدور داخلهم ... اقول له : و حتي لو كان هذا صحيحا فان الفتوي "العلنيه" اصبحت دستورا علنيا موثقا سيستخدم طويلا ضدهم ... و يحسماية نقاشات مستقبليه "عاقله" بين الطرفين ... كما ان هذه الفتوي جاءت ثمينه لتئد فتنه كانت يمكن ان تدمر بلدا مثل الكويت و بلادا اخري تحوي اقليات شيعيه
يا ساده .... ان مقام ام المؤمنين لعال و سام و رفيع .... و لن تؤثر فيه كلمات مشبوه ... لذا استفيدوا - و لو مرة واحده - من تلك المواقف و وظفوا ثوراتكم و غضبكم في اتجاه ايجابي ... فانشئوا المواقع الشارحة و المتحدثه عن سيرة ام المؤمنين الصحيحه العطره .... و اطبعوا عنها الكتيبيات ... و تحدثوا عنها في ندواتكم .... و انشروا سيرتها بكل الطرق و الوسائل حتي يهدي الله قوما ضالين باذنه تعالي
يا ساده يا كرام ...... عندما نُشرت الرسومات المسيئه عن سيد الخلق اجمعين محمدا صلي الله عليه وسلم ..... قلة فقط هم من استفادوا من الموقف و انشئوا موقع رسول الله بلغات عده .... و آخرين سافروا الي معقل الدنماركيين و في جامعاتهم و تحدثوا عن رسول الله و اسلم عددا كبير من اهل الدينمارك ..... و تقول الاحصائيات ان عدد مسلمي امريكا و فرنسا و المانيا زادوا بنسب ضخمه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ليس لحبهم و ولعهم لاسامه بن لادن و تنظيم القاعده !! .... و انما لانهم سمعوا عن الاسلام و عندما بحثوا عنه .... وجدوه الدين الحق .... و رب ضارة نافعه
اتمني ان تكون كلماتي "خفيفة" عليكم احبائي الذين امطروني برسائل خاصه "شنيعه" ..... و ان تفكروا قليلا فيما ورد في هذه المقاله
و احب ان انوه بأني استقبلت رسائل من أعضاء اكتشفت انهم شيعه عندما عبروا - ايضا - عن غضبهم من هذا الرجل الشيعي و اعلنوا تبرأهم منه
اتساءل - فعلا - ما تعليق الغاضبين علي اعتراض شيعه علي ما قاله احد الذين لا يفقهون شيئا ؟
قبل ان اختم .... و لأن الشئ بالشئ يذكر ..... اريد ان اسجل تقديري لمبادرة جريدة المصري اليوم المصريه القاضيه بمنع نشر اية مواد تتحدث عن خلافات بين مسلمين و غير مسلمين
و سبب تأييدي لهذه المبادره ... انني ادرك اننا مغموسون حتي النخاع في العاطفه .... جاهزين منذ اللحظة الاول أن نكود وقود لثورات كالجبال ... لكنها من الثلج
تذوب اسرع و أسرع و اسرع
تحياتي