السلام عليكم و رحمة الله
رمضان 2013 ... رمضان ساخن ... ملتهب بأوجاع الوطن ... صاخب بأخباره و آهاته .... و مع ذلك يظل رمضان ... بسماته و بركاته و روحانياته .... متواجدا فينا .. متواجدين غيه ... لا يفارقنا و لا نفارقه ....
من علامات رمضان "الاعلاميه" لو صح التعبير ... مسلسلاته ... التي تغزوا شاشات القنوات الفضائية و الارضية و البحرية في صراع محموم و قاتل للاستحواذ علي أعين المشاهدين و المشاهدات ...
قديما كانت المسلسلات عموما ... و مسسلسلات رمضان خصوصا ... تتميز بالجوده ... و باطار اخلاقي عام .... يدخل تحته الملبس و الاسلوب الحواري للابطال ...
اقول قديما ! ... لأنه منذ بضعة سنوات ... بدأت ملابس فنانات المسلسلات تزداد قصرا ... و تزداد تمسكا بالجسم ... مع شح واضح في مساحات القماش .... فأصبحت المسلسلات أشبه "بالسينما" ..... لا فرق !
الجديد هو أن التطور لم يتوقف عند هذا الحد ... بل تطرق الي المستوي الحواري لأبطال العمل ... فأصبحنا نستمع الي الفاظ مكانها الطبيعي "الشارع" ... تقال بكل سهولة و يسر علي الشاشه !
حتي أن "كريم عبد العزيز "... يدعوا علي زميلته في اعلان موبينيل .... بالحرق .... عادي ! :)
و مسلسل لغادة عبد الرازق ... شاهدت بعض حلقات منه في بعض مناوباتي الليلة في العمل ... هالني مستوي الالفاظ التي تقال فيه ... بل كدت اشعر بالخجل - و انا الرجل - من هذا المستوي المتدني ... فما بالنا بالسيدة و الطفل و الانسه و الجد و الجده عندما يستمعون لمثل هذه التعبيرات التي لا تقال الا في الحوارات ذات الخصوصية الشديده و بصوت هافت خافت ... !! .... الطريف اني شاهدت بعد ذلك تنويها في "تتر" هذا المسلسل يقول ان هذه الالفاظ الغير اللائقه هي تدخل ضمن السياق الدرامي للعمل فاحذروا :) !!
حقيقة ... هذا أكثر تنويه ساخر رأيته في حياتي .... فلا اعرف هل هو تحذير ام اعتذار
سمعت أيضا ان معظم مسلسلات رمضان 2013 .... تتشابه كلها و تشترك في عرض فنانات ذوات أثواب قصيرة و نهود بضه .... و تشترك أيضا في امتاع اذنيك - انت و عائلتك - بألفاظ يندي لها جبين البشرية ...
و يقولون انه الفن .... و انه الابداع الذي يجب ان يكون محاكيا لكل تفاصيل المجتمع !
غدا اذا سيفاجؤننا ... بتصوير مشهد في الحمام - عافاكم الله ... بداعي المحاكاه و السياق الدرامي للعمل !!!
في خضم هذا الهجوم التلفزيوني و الذي يبدو و كأنه كان موجها في الاساس "للجماعة" التي كانت تحكم مصر باسم الدين .... و من باب ان لكل فعل رد فعل ... و انه كلما كان الخطاب الديني أكثر تشددا و تزمتا ... كان الرد عليه اكثر عريا و أنوثه .. و علي ما يبدوا انه لم يكن بالحسبان ان رمضان 2013 سيحل بالبلاد بدون "الجماعه" .... فقد سارت خطة العرض بدون تقنين ...
في خضم كل هذا .... يطل الفنان المخضرم عادل أمام بمسلسل راق تماما .... راق في الهدف .... راق في الملبس .... راق في السناريو في الحوار .... بل راق في الخطاب الرمزي الموجه للوطن في هذه الظروف السياسية الحالكة ...
الحقيقه اتابع هذا المسلسل اثناء الافطار يوميا ... بل احرص علي ذلك ... فهذا السيناريو "العبقري" .... الذي اجاد نمذجة المجتمع في صورة ابناء "عبد الحميد البكري" ... جاء رائعا بحق ...
اعجبني نموذج ابنه الصعيدي الملتحي .. فقد كان نموذجا لشخص صالح بار .... عكس نماذج الملتحين المصاحبين له في السجن ...
اعجبني نوذج ضابط الشرطه الذي يقاوم ما ارضعته امه عن ابيه ... مقابل غريزة البنوه تجاه ابيه السجين ...
أعجبني نموذج "البورسعيد" :) مع الاعتذار لابناء بورسعيد
اعجبني نموذج بنت المنصوره ... بلدياتي :) و بلديات عادل امام ذاته
اما هذا الذي يدافع عن المهمشين ... و يعشق زميلته ذات النظارات الكبيره ... ففيه أقوال ... كلها في غير صالحه :)
اعجبني اساسا نموذج عبد الحميد البكري ... المحب للخير ... المقاتل في سبيل لم شمل عائلته و تعويضهم ... المظلوم من المجتمع ...
لا اريد ان اخوض في تفاصيل "العراف" أكثر من ذلك فالتفاصيل في حد ذاتها ليست هدف هذا المقال .... لكني احببت ان اعبر عن اعجابي بعمل "ابيض" ... يشع قيما ... و محبه .. وسط شلالات من الاعمال المنافية للاداب السمعية و البصرية ... و الغير مناسبه للشهر الفضيل ... و لو كان هدفها مقاومة التشدد ... فهذا سلاح فاشل لن يقبل عليه بالطبع المواطن العادي ... و كان سينقلب لصالح الطرف الاخر ... بكل تأكيد .... لكن الله سلم
هذ "العراف" سيحتسب للفنان عادل امام .... و سيعوضه عن مما قد يحسب عليه طوال مسيرته الطويله ... :)
لا يمكنني ان اختم موضوعي الرمضاني هذا دون ان اذكر السيد رامز عنخ امون ... او رامز جلال الذي لم اكن ابدا من المعجبين به ! .... و لم اكن اشعر بالسرور عندما كنت اتابعه ... لكنه في رمضان 2013 ... نجح في ان يجعلني انا و بيتي و جيراني و جيرانهم ان يتابعوا "مقلبه" المفزع ... في ضيوفه الذين تتوقف قلوبهم من فرط الفزع ... في مقبرته ذات "الزنبيل" ...
برنامج مفزع ... لكنه اعجبني .... و غير رأيي في رامز ... الذي قد اتابعه مسقبلا ....
رمضان كريم
:)