موضوع الميراث ... موضوع علمي بحت ...
مناقشة الأمور العلمية تتم بين العلماء .. و ليس علي الصفحات و المنتديات .. و عندما تتاح الأمور العلمية للعوام ... يتراجع العلماء للخلف ... و تتقدم الحناجر الأسطورية للأمام ...
لو سألت أحد الحناجر ... لو ماتت عمة خال أبوك و لم يكن لديه اولاد و لها بنت واحدة ... و خالك مات قبل ابوك .. و انت لك اخت من ام ثانية ... و زوجتين واحدة شرعي و واحدة عرفي ... و ابن عمة خال ابوك قاصر ... فما هو نصيبك من الميراث ؟؟؟
هيا ايها الحنجوري أجب ؟ ... ،مالي أرى فاك أصبح مثل كورنيش طلخا .... ، طيب هون علي نفسك و خذ ساعتين لمحاولة حل المسألة .. ، ها نخليهم ثلاثة ؟ ... لا لا غير مسموح بالدخول إلى جوجل 😉 ...
إذا أنت لا تعرف شيئا .. و لا تحفظ شيئا ... و الأمر كله أنك لا تفقه في علوم الميراث غير جملة واحدة ... للذكر مثل حظ الانثيين ... هذا هو أعلى مستوي علمي تعرفه ...
بصراحة الخطأ ... ليس خطأك كليا ... فالعلماء الأفاضل .. تركوا المنصات العلمية ... و أخذوا يتحدثون في المنصات التلفزيونية موجهين كلامهم للعوام ... العوام الذين منهم المتشددين و المنحلين و السلفيين و الازهريين و المتصوفيين و الارهابيين و الملحديين و المتكنبنين أي " المتكئين علي "الكنبة" و المسالمين و البتنجانيبن و المجانين و المهابيل و العاقلين و الراقصين و عبدة الفسيخ في شم النسيم ، و أعداءهم من عبدة الرنجة ... و هكذا ..
تخيل أنك تخاطب كل هذه الأصناف من البشر .. و تريدهم أن يتحدثوا معك حديثا موضوعيا ... 😀 😀
هذا درب من الخيال ...
بمناسبة الميراث لي زميلة عمر ... تحمل الدكتوراه في تخصص علمي دقيق ... ، المهم توفي والدها ... و كان أخواتها كلهن بنات ... ، و عند حساب الميراث .. ظهر لها من العدم أبناء عمومة و ابناء ابناءهم ... ليشاركوهن الميراث .. , اتذكر اني قلت لها ان هذا شرع الله.. و لا إعتراض على شرع الله ... فإذا المفاجأة أن ... هناك أقاويل و مذاهب و دراسات مختلفة و وجهات نظر .. تحدد مستويات العصب الوارث ، و العصب الغير وارث ... و من الذي يستحق و الذي لا يستحق ... ! ... أسفرت في النهاية عن صياغة محددة هي التي تسري حاليا ... ، و زميلتي غير قادرة علي وضع يدها علي الأساس الشرعى الذي وضع علي أساسه القانون .. ، هي تحاول الفهم ... ، لكن في النهاية هذا هو القانون ...
أنا ايضا حتى وقت قريب ... كنت أحسب أن الأمر محسوم حسما نهائيا ... ، لكن الامر فيه معادلات و مساجلات لا يقدر عليها سوى العلماء ... ، و لأن قيادة الجموع و الأوطان تقتضي سن قانون واحد يلتزم به الجميع و يكون مطابقا للشرع كلما أمكن و حسب المذهب الذي تم تأويل الايات و الاحاديث بالنسبة له .. ... ، سن القانون المصري .. قوانين الميراث مستندا الي فتاوى دار الافتاء عبر العصور .. و هي فتاوى عشرعية مستنده لحقائق علمية من القرآن و السنة ... يفقه فيه من يفهمون في البيجو فقط ..
حضرتك بتفهم في البيجو ؟!!
بالمناسبة ... دار الإفتاء ليست جمعا من نفر يجلسون علي المصطبة ...و إنما علماء أجلاء ... و بينهم أيضا إختلافات و سجالات علمية و هذا جد طبيعي ... ، لكن في النهاية يصدر عنهم قرار واحد ملزم للجميع .. و هذا طبيعي
عزيزي المواطن عضو هيئة العوام المتحنجرة ... سواء كنت متدينا أو من حاجزي شاليه في جهنم ... ، يساريا أو يمينيا ... طبيبا أو عاملا ، هذه ليست مهمتك ... ، و ليس تخصصك .. و لن يتفق معك غير اربعة أشخاص .. أنت رئيسهم في العمل ... ، فإستهدي بالله كده و التزم بقوانين الهيئة الرسمية التي تديرنا ... و هي دار الافتاء و مشيخة الأزهر و فقط ..
بالمناسبة أخيرة .. 🙂 ... أي شخص علي وجه الأرض من حقه أن يطرح أفكاره و معتقداته ... ، كل شخص من حقه الإجتهاد ... ، تقتنع انت او لا تقتنع ... هذه مهمتك و مشكلتك انت ... و ليست مهمته و لا مشكلته ... ، و الجهات صاحبة سلطة سن القوانين لها تقديرها ...
و في النهاية ..
كنت أود أن أن أكون قدوة لكم و أسكت 😬 ... لكن شهوة الإفتاء المزروعة في جيناتي المصرية الفرنسية الأصيلة .. تضغط عليُ .. لذا إسمحوا لي أن أفتي انا ايضا :
هناك امور منطقية يستريح لها القلب و العقل و الوجدان ...
علي سبيل المثال ... انا في جيبي ... 37 جنيها حتى آخر الشهر ..
أنا حر .. أعطيها لإبنتي .. لأبني ... لزوجتي ... ، أشرب بيهم بيبسي ... عفوا البيبسي مقاطعة علي رأي جمان ابنتي ... اكل بيهم كشري ... أنا حر ...
فال 37 جنيها لم تتحول إلى ميراث بعد ... لأني لا زلت اتنفس ...
أنا حر .. فانا احب ان اموت مفلسا ... انا حر ... ، حر تماما ..
وسط صراخي أنا حر أنا حر ... ، ربما و انا ذاهب لأعطي ابنتي او ابني ال 37 جنيه ... يقبضني الله قبل ان افعلها ... ، هنا الى37 جنيها ... اصبحت ميراثا ... رغما عني و تنطبق عليها القواعد الميراثية إياها ...
هذه فتواي بضمان مني انا شخصيا .. انت حر فيما تملك طالما علي قيد الحياة ،،، وزع كما تشاء ... ... ،اما بعد الوفاة .. فشرابك المقطوع و لباسك المخروم ... للأسف ... أصبحا عقابك الرادع للوارثين ...