هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • رأيي بكتاب "كاملات عقل و دين"
  • عن الغربة
  • هل يرد الدائن المثل أم القيمة؟
  • ضرس العقل في المبيض
  • نهاية معركة" الإسماعيلية "وتحطيم أوهام بني صهيون 
  • ما دلالة هذا التزاحم علي التظلم من نتيجة الإعدادية
  • بَعضِي هُنا..
  • ذلك الخالد..
  • امنية النجم و الأرض
  • لا تلجأ لمن تحب
  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  5. مزيدا من الالم .... مزيدا من الابداع

السلام عليكم و رحمة الله ..

احيانا اشعر ان للألم فائده .... او فوائد
ربما لو افتقدنا الالم ... و افتقدنا المعاناه .... لأفتقدنا - معهما - احاسيسنا بمعاني الحياه و السعاده ...

عندما تقرأ دواوين الشعر ... و كتب أرباب القلم .... تشعر ان اسطرها خرجت من رحم المعاناه ... و انها صيغت في بوتقه من الالم .... و ان نيران العذاب ساهمت في انضاجها .... حتي النهاية

لو تخيلنا ان الحياة قررت ان تتخلي - فجأه - عن انضاجنا فوق نيران الالم ... و انجابنا من رحم المعاناه ...كعادتها !

لو قررت تلك الحياة ان ترفل بنا بين الكواعب الاترابا ... و بين جنات تجري من تحتها الانهار .... بعد ان تشطب من قاموسها مسببات لأي معاناه و أي ألم

 

يا للروعه !

 

كم ستبقي مبتسما سعيدا .... و كم ستظل اسنانك الرقيقه باديه للعيان من فرط ابتسامتك الدائمه....

لنعرج اذا علي الفؤاد السعيد دائما .... و الذي لم يذق الما و لم يقع تحت وطأه معاناه .... و طلبنا منه - بصفته مستودع الاحاسيس و صاحب السياده علي العقل - طلبنا منه .... ان يصغ لنا ما يغذي ارواحنا من الوان الادب ....


اتوقع - ساعتها - ان لا يكون هناك انتاج يُذكر ..... و اتوقع ان فحصنا المستودع فلن نجد في محتوياته احاسيس جيدة الصناعه .... ان لم تكن خاويه .... و ان فتشنا عن الثمين منها فلن تجد

لهذا .... اجد ان الالم نعمه ..... و لذه .... و غذاء .... !!

اذا نظرنا الي ارباب القلم و صائغوا الخبرات ... و مُعَبِّدُوا طُرُقات الحياة للبشر .... من الادباء و الشعراء و المفكريان و العلماء .... فلسوف نجد ان كل حرف سطر قصيدة او نثرا او صاغ لنا اسلوبا للحياة ... او أمدنا بذخيرة من الخبرات نخزنها في مخازننا حتي الحاجه ... سنجد ان هذه الاحرف انما صاغها و دفعها ان تتراص بجانب بعضها البعض بهذا الشكل البديع ... تجربة من ألم .... و قصة من قصص المعاناه !!

ستكتشف أن الالم هو الوقود .... هو المحرك .... هو المغذي للفؤاد .... أن يكتب و يبدع و ينتج ...

ابو القاسم الشابي عندما قال : و للحرية الحمراء باب *** بكل يد مدرجة تدق

 

كانت تجربته الشعريه تنضج علي نيران الم العبودية و الاحتلال فصاغ لنا ما صاغ من روائع

 

و عندما انشدت الخنساء تقول :

 

أعيني جودا ولا‎ ‎تجمدا *** ألا تبكيان لصخر الندى‎


ألا تبكيان الجريءالجميل*** ألا تبكيان الفتى السيدا‎

ابداع شعري لا مثيل له صاغه الم الفراق الذي اصاب الخنساء لوفاء شقيقها "صخر"

ايضا ...

و من داخل زنزانة الشوق والحنين، وفي خضمّ وجعات السنين أستوقفكم مع إحدى عيون
الشعر الذي صاغته معاناة المنفى و عذاب فراق الوطن و الاحباب ...سينيّة مبكية بحروفها وكلماتها وأبياتها وتفاعيلها الموسيقية وقوافيها...سينية عارضت البحتري وما عارضته، لكنها أسالت المداد طويلا ولاتزال تسيل ...
صاغها أمير الشعراء ... أحمد شوقي ... فأنشد قائلا :


اخـــــتلاف النــــــهار والـــــليل ينسي *** اذكــــــرا لـــي الصبا وأيـــــام أنسي

وصـــــفا لـــي ملاوة مـــــن شـــــباب *** صـــــورت مــــن تصـــــورات ومس
عصـــــفت كالصبا اللــــعوب ومـــرت *** ســـــنة حـــــلوة ولـــــذة خــــــــــلس
وســلا مصر: هل سلا القلب عــــنها *** أو أسا جـــــرحه الـــزمان المؤسي

 

فلنترك الادباء و الشعراء و نتفحص مواضيع مدونات كُتابنا في تاميكوم ... سنجد ان كل موضوع كان وراء جوهره قصه .... او تجربه .... او أحلام يقظه صنعها الم و معاناه للكاتب او الكاتبه ...
أتعرفون يا ساده .... انه عندما تقل جرعة المعاناة ... و تسير الحياة المادية الي الافضل النظري .... تنضب منابع الابداع .... و تقصف الاقلام ... و يجف المداد .... فلا تجد ما تكتبه ... و لا تجد ما تنصح به ... و لا تجد ما تتغذي به .... و لن يؤثر فيك ان تقرأ لكاتب يعاني فصاغ و أبدع

لا ادري ما قرأتموه كان "تجميلا" للآلام التي قد تصيبنا .... و تقليلا من حدة المعاناة التي تضرب نفسياتنا بعد كل الم .... ؟!! .... لا أدري حقيقة .... و لكن الذي اؤمن به ... او قد آمنت به .... ان كل ابداع ااقرأه لكاتب او مدون ... من السبقين او اللاحقين .... كان مخاضه معاناه ... و يبدو ان ما كان مخاضه معاناه .... تكون له لذة و روعه ... كالطفل التي تنجبه امه بعد معاناة من الحمل ثم الام الولاده ... و عندما يحل ... تصبح الالام و المعانة ذكريات سعيده !!

يبدو أنها – اذا – روعة الالم ... و اثارة المعاناة

فمزيدا من الالم .... مزيدا من الابداع .. يا ساده
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1911 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع