المسيرات أم المسيرات .. ؟!
لم أخطئ في الكتابة ..وإنما التشكيل قد يوضح الفارق ... الأولى .. المسيرات .. بفتح الميم وكسر السين .. وهى إجراءات مدنية "خائبة" كما علمنا زعيم العالم .. ترامب عندما قمع مسيرات لوس أنجلوس .. وإعتبرهم "حيوانات" ! .. في اكبر بلد ديمقراطي في العالم ..
الثانية .. المسيرات .. بضم الميم وفتح السين وجزم الياء .. وهى تكنولوجيا العصر الحديث .. اليد الطولى الحقيقية .. وكما علمتنا الحرب الروسية الاوكرانية ... من يملك منها أكثر .. يبطش أكثر ..
بتنا الآن ... و أكثر من أي وقت مضى .. على فهم عميق للعالم من حولنا .. فهم القيم التي بني عليها تفكيره .. منطقه .. وهل هناك فعلا منظومة قيم او منطق تحكم هذا العالم من حولنا ... بتنا أيضا على مقدرة من تقييم وضعنا الحقيقي وسط هذا العالم .. وعلى الأقل معرفة ما هو المطلوب منا .. ثم من الأجيال القادمة .. إذا صح التعبير ...
بتنا أخيرا نعرف بما لا يدع مجالا للشك أن العالم .. ما هو إلا غابة .. ولكل غابة أسد يحكمها .. واسد غابتنا حتى حين هي أمريكا .. تحكم بأمرها وبأمرها تسري أحكام الغاب على أهل الغاب "نحن" ... أمريكا .. الأقوى في العالم .. هي الأسد .. وفي رواية أخرى .. هي "الماما" كما قال قديما محمد صبحي ...
و بالرغم أن الأسد هو الملك .. لكن الغابة - أي غابة - لا تدين له بسهولة .. فهناك النمور والفهود و الدببة و التماسيح ... ، وهي مراكز قوى يحترمها الأسد .. لكنه لا يتسامح معها ،.. على الجانب الآخر .. مراكز القوى .. لا تغامر كثيرا بالإقتراب من الأسد .. فمثل هذه المواجهة لا يريدها الطرفان .. لا الأسد يريد أن يغامر بكسر هيبته أمام كيانات "قوية" .. ولا هم يريدون وضع أنفسهم تحت رحا الأسد ..
عدا ذلك .. بقية شعوب الغابة .. قطعان ليس لهم من الأمر في شئ .. يعيشون على أمل واحد .. أن لا يقترب منهم الأسد .. ، ومن يغامر .. يموت ..
في العالم البشري الأشد وحشية من الغابة الحقيقية ... أمريكا هي الأسد .. بقوتها وتكنولوجيتها .. وإحترامها للعلم والعلماء .. وبفضل التخطيط الاستراتيجي طويل وقصير المدى .. وبفضل سياسة عجيبة بغيضة آمنت بها و هي : "كل الأخلاق والقيم مع شعبها و فوق أراضيها - لا للأخلاق مع اي بقعة في العالم ومع أي شخص غير أمريكي او خنزيري " .. ، وقد نجحت بهذه السياسة .. وسادت .. لتصبح أسد غابتنا البشرية ..
طيب ماذا عن نظرة الأسد لنا نحن الشرق أوسطيون .. نحن العرب .. نحن المسلمون .. ؟ الحقيقة .. الأسد لا يرانا تقريبا .. لكنه يرى ثرواتنا وأراضينا ومواردنا .. ، هو لا يكتفي بحلبنا .. بل بقتلنا بواسطة خنزيره الازرق .. المزروع على الحدود المصرية الاردنية السورية اللبنانية ... ثم تحميلنا فاتورة ذخيرة قتلنا !
الخنزير في حد ذاته حيوان خنزير النفس والروح .. ضعيف .. لكن إن وقف وراءه الأسد .. أصبح أسدا .. و الماما أمريكا تعرف ذلك ..
أسد الغابة .. أمريكا .. لا يحترم سوى القوى فقط وفقط .. القوي القادر ... ، ونحن - كعرب - فرطنا كثيرا .. ، لسنا "نحن " بالتحديد كجيل .. ولكن الأجداد من الأجيال السابقة و الذين أنجبونا في هذه الغابة ضعفاء ..ونحن تعايشنا مع هذا الضعف .. وصدقنا وصادقنا عليه ..
ورغم أننا جميعا ضعفاء .. ، البلاد العربية بالكامل .. الافريقية بالكامل .. الاسلامية بالكامل .. وحتى الاوروبية بالكامل نسبيا .. عدا ثلاث أو اربع لا أكثر .. ، ورغم ذلك .. لازالت الماما أمريكا .. لا تزأر في وجه من لديه حدا من الكرامة الوطنية أو القوة الأقتصادية و العسكرية يمكن ان يواجه به هذا الأسد المتغطرس ..
وكالة الطاقة الذرية ، الأمم المتحدة ، مجلس الأمن ، كلها هيئات تعمل تحت إمرة الأسد وبقواعده هو .. بتمويله هو .. والكل في فلكة يدور ..
لو كنت مواطنا أمريكيا .. لكنت سأكون فخورا ببلدي "الأسد" .. وكيف بسطت هكذا سيطرة على هذا العالم الخانع ..
لكني .. لست مواطنا أمريكيا .. وإنما مواطن عربي مسلم من أصول قبطية وفرعونية .. ولي جيران من قوميتي حالهم أسوأ من حال طلاب كلية الطب الهندية في مدينة أحمد أباد و التي وقعت عليهم طائرة الدريم لاينر و تحطمت فوقهم وفوق خطوط أحلامهم اليوم ..
نعود للتصنيفات الفئوية ... ، روسيا تمثل نمرا كبيرا في هذا العالم .. تحترمه الولايات المتحدة.. ، تجابهه نعم .. تحاربه نعم .. في محاولات حثيثه لأن يبقى نمرا و لا يمد عينيه الى ما متعنا به أسد العالم من حظوة وسيطرة ... ، هناك نمر آخر في هذا العالم .. رابض يراقب عن كثب .. هو الصين .. هو نمر يقض مضجع الأسد تاركا إياه نائما بنصف عين ..
في العالم أيضا فهود وتماسيح وأفيال ودببة .. عسكريا و إقتصاديا .. تهادن الأسد .. تتقي شره .. وهناك بعض القطط البرية التي تحاول التحرش بالأسد عمدا ككوريا الشمالية ، إيران وكوبا .. لكنها تظل قططا .. ، مزعجة نعم لكن الأسد قادر عليها .. ، المسألة مسالة أولويات .. أولويات الماما او خنزيرها الأزرق ..
وهناك النمل ... ، النمل الذي عندما يصرخ .. تسمى صرخته .. "صرخة نملة " .. وكما تعرفون .. هي والعدم سواء ..
هذه هى الغابة التي نعيش فيها بإختصار .. و المفترض أن الكل يحاول أن يرسم لنفسه دورا .. فماذا نحن راسمون ؟! ...
هل النمر يليق بنا .. ام انه يليق بياسمين صبري فقط .. ؟
ام أن الذي يليق بنا هو دور النمل ؟ .. و صرخة النملة لم يسمعها أحد في التاريخ سوى سيدنا سليمان .. عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام..
نعود للسؤال الكبير .. ما هو المطلوب منا ؟
الإجابة : المسيرات
لكن أي مسيرات ؟!
المسيرات التي ستجعلنا نمورا تحمي كرامتها ... ؟
أم المسيرات التي ستجعلنا مجرد نمل .. صرخاته لا يسمعها أحد .. ؟
في النهاية عزائي أني من بلد كرامته الوطنية وقوة جيشه .. وجها عملته ..
و الأهم .. أني من برج الأسد ..