بسم الله الرحمن الرحيم
جل في علاه ...
و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين .. سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
و بعد ...
يوما ما رفعت يدي الي مدرستي و انا في الصف السادس الابتدائي طالبا ان تسمح الي ان القي علي الفصل قصة كتبتها ...
ربما تعجبت المُدرسه من ان طالبا في الثانيه عشره يكتب قصه!! ... او تعجبت من "الجرأه" المتناهيه لطالب ان يطلب ان يقف امام الفصل ليتحدث .... او ربما غارت مني لكوني مُقدم علي منافستها حيث اني اطالب باعتلاء منصتها التي تزعق من فوقها بسبب و بدون .. و لو مؤقتا
سمحت لي المدرسه ان افعلها ... تقدمت بثبات امام الفصل ... و القيت قصتي البوليسيه العصماء ... نعم انها قصه بوليسيه كتبتها و انا متأثر تماما بكميات ضخمه من قصص "رجل المستحيل" ... و متأثر ايضا بكاتبها المبدع ... الدكتور نبيل فاروق ..
تلك القصه و التي كتبتها في وقت "سرقته" سرقا من وقت المذاكره المحدد سلفا من امي و ابي ... راعيت ان يكون ابطالها من زملائي في الفصل ...
كنت انا البطل علي طريقة "أدهم صبري" ... و كانت زميلتي في البطوله هي احدي فاتنات الفصل بمقاييس "سادسه ابتدائي" ... و كانت فلسطينية الجنسيه ... المهم ان هذه الزميله ... تقمصت دور "مني توفيق" ... في رجل المستحيل ... لكن القصه نفسها كانت مختلفه و شعرت بسعاده ان زملائي في الفصل ... استمعوا لي جيدا حتي النهايه .... ربما شدتهم الاثاره ... او شدهم اسلوبي في الالقاء .... او ربما شدهم انهم عجزوا عن الفهم .. فارادوا ان يثبتوا انهم يفهمون ما يسمعون
مدرستي دعت الفصل الي التصفيق لي بعد الانتهاء ... لكنها دعتني الا اكرر" هذه الفعلة" مرة اخري ... لا ادري هل التصفيق كان فقط لتشجيعي ام عن اعجاب حقيقي بما كتبت .... لم التفت كثيرا عند هذه النقطه و ايقنت اني استطيع ان اكتب يوما ما ... و استمتعت باحساسي بالزهو .. ثم بنظرات الاعجاب من زميلاتي بالفصل ... و خصوصا "مني توفيق"
ربما لم تكن مجموعة اهتماماتي تنصب علي الكتابه فقط .. بل كنت املك مجموعه ضخمه من الاهتمامات و الطموحات ... تاه في خضمها هذا الاهتمام .. او لنقل ان الكتابه لم تنجح في الحصول علي اولويه عاليه لدي... فلم احلم يوما ان اكون صحفيا رغم تقديري لمن يمتهنون هذه المهنة الرفيعه ...
القدر .. و العرق .. و الظروف ... صاغوا لي مستقبلا احمد الله عليه .. و طريقا ربما خططت له او لم اخطط لكني احمد الله ثانية عليه و علي كل شئ .... و لكن ظل حبي للكتابه شيئا دفينا يداعبني دائما ... فدائما عندما امسك بالقلم .. ابحث عن ورقه .... و اذا وقعتُ علي ورقه ... ابحث عن قلم ..
الي جمعني القدر بهذا الاختراع الاعظم و هو الانترنت ... علاقتي به بدأت علميه بحته نظرا لدراستي الماجستير في الهندسه ... ثم تطورت الي "ممارسات كتابيه" اتاحها لي "موقع ملتقي المهندسين العرب" ... و اعترف اني تدربت كثيرا علي هذا الموقع ... كما تسببت لنفسي و للعديد من الاعضاء و لادارة الموقع العديد من المشاكل النفسية و العصبيه .... مما جعلني في النهاية "حاله" في هذا المنتدي ... و اضطروا كثيرا الي ايقافي و تحذيري ... ثم اخيرا اعتليت منصة الاشراف علي عدة اقسام في احد اكبر المواقع الهندسيه ... بعد تمكنت من ادوات هوايتي و انفقت في سبيلها الكثير من الوقت و الالهام
اذا اعادني الانترنت الي احضان هوايتي الجميله و جعلني امسك بقلم من "الازرار البلاستيك" و "ورقه زجاجيه" ... و اكتب ... و قد كتبت ... بل انا لا اكتب الا علي هذه الورقه و بهذا القلم .. بالذات
تطورت الامور ... و نظرا لكوني صعب المراس ... و احب ان اغوص في اعماق الشئ ... و اعرف "أصله و فصله" .... قررت ان اتحرر بصفحتي و قلمي ... و ان اكتب بعيدا و منفردا ... لكني وجدت ذلك شيئا "متخلفا" .... فلا قيمة لكلمات غير مقروءه .... و لا لسطور لا تجد من ينتقدها ... و لا لعمل لا يجد من يصفق له ... فكانت مملكة تاميكوم ...
انشأتها ... لاتواصل مع العالم ... مع البشر الذين لا يمكن ان اراهم ... لكني اري تفاصيلهم من خلال كلماتهم ... و استمع الي ازيز عقولهم ... من خلال تعقيباتهم ... انها متعه التواصل ... بالكلمه ... و بالتعبير
قسمت مملكتي الي اقسام "روتينيه" .... تجدها في عدة مواقع ... و اختفت مساحة الابداع في التقسيم ... بدأت اكتب و اوزع ما اكتبه علي الاقسام طبقا لتصنيفها ... ثم وجدت نفسي مدفوعا لجمع ما اكتب في سلة واحده ... نفذت رغبتي و انشأت موقعا فرعيا صغيرا اجمع فيه ما اكتب ... لكنه تعرض للاختراق !!... فقررت ان انقل مدونتي الي المملكه كقسم منفصل ... و نقلت اليها 52 موضوعا كبدايه ... و راودتني فكره بشعه ان اقسم مدونتي الي اقسام فلا يختلط ما اكتبه عن "البتنجان" مع ما اكتبه عن "الفاصوليا" ... لكني قررت ان ادع كل المواضيع تتراص وراء بعضها بلا ترتيب و لا تقسيمات ...
ارجو ان يتحمل القارئ ما اكتبه كوجهات نظر لا تمثل الا وجهة نظر شخصية بحته ... و ارحب بكل نقد بناء ... بل ارجوه من كل قارئ و زائر و عضو و رافض !!! ... فهو يدفعني الي التدقيق و التمحيص .. و تشغيل العقل ... و انقاذه من الصدأ
ارجو ان تكون هذه الزاويه ... "مدونة محمد" .... مكانا لا تندم انك زرته يوما ما ... و لا تبخل بدفع ثمن تذكرة المكان ....
تعليقك البناء
تحديث بتاريخ 2/8/2018 ... : تم نقل مقالاتي و تدويناتي الي موقعي الشخصي هنا .. و تم نقل هذه المقاله بعد نحو 9 سنوات من كتابتها الي هنا
تحياتي/