دوم ..ددوم ..دوم ....
اصحى يا نايم ..وحد الدايم
رمضااان كريم
اصحى و صحي المعنى الل تايه
بين سييين وجيم
اصحى وجدد ف النية صايم
و القلب سليييم
دوم.. ددوم ...دوم
ابدأ سحورك..و ازرع لروحك..
جنة صياااام
عطشانة لغوك و جعانة زورك
و مفيش فطاااار
يرويها صدقك ساكن ف صومك
و الزاد قرااار
توضي قلبك عن نار شرورك
وابدأ قياااام
كان نداء المسحراتي يعترض السبيل على حوار نعيم ونور، فأشهر صمتهما مراسم الانتظار لحضرة الشهر الكريم!.. شهر الصيام..!..
شهر يتسلل بحضوره الطاغي في رحابته، وفي وعوده بآفاق العتق، الرحمة والمغفرة!...
أبجدية متفردة في صياغة الزهو في الزهد .. والإقبال على القدر، الإقبال على روح تتنزل متجاوزة في روعة تجليها كل مقادير الزمن، لتكن ليلتها خير من ألف شهر!
اقتنصت فرصة استلاب المسحراتي لانتباه نور، وتوقف الحوار لبرهة بينها وبين نعيم..
واجتذبت نعيم عنوة بين السطور، لأسأله عن فتوى لطالما حيرتني!
كيف يكون قيام القلب؟
استفتى نعيم قلبه وأجاب:
القلب لايقوم حتى يؤمن.. ولا يؤمن حتى يَبرأ...و لا يَبرأ حتى يصفح!..
في دعاء القلب المؤمن..يبتهل النبض سرا ..ليضخ الروح جهرا ..على نفس المذهب..
ينعقد نبضه على مذهبه.. فلا يتجلى إلا في حلقته.. ويصافح كل الفرق ...وكل الطرق دون أن يتوه!..
للقلب حجرات أربع، يجتمع فيهن المصلون فرضا ونفلا، فما إن آمن!..
حتى استشعر في باطنه الحجرة التي يتوحد معها...يخلو فيها لقيامه!
منها ينبعث سلامته وسلامه، شهيقه وميلاده، وحتى موته!..يغدو فيها كالبساط ساجدا على أعتاب البعث..
منها يموج التماهي ألقا في أفق التسليم والتوحيد.. يتشبث بالصمد سلاما، بالرحيم عفوا، بالكريم عطاء...
فيها يبصر اللب، ويتلمس الخلاص، يدرك بين رحابها كيف روض شيطانه، وكيف روضته المعركة.. فانبعث نور رحلته حين أبصر ظلمتها!...
القلب المؤمن يرتسم نبضه موجًا في كفي مزارع .. يبذل الملح صداقًا لأرضه، التي ارتدت الخمار خُضرة وخيرًا .. ليحصد ثمره بيدين لا تفارقهما الخشية، ولايُفلتا اليقين...
لا يقوم القلب حتى يؤمن.... ولا يتم الصيام، مالم يتم في القلب القيام..
اللهم اجعلني متم الصيام ..
#نعيم_بين_السطور
#لحظة_سحر
#حنان_طنطاوي
كتابة بتاريخ مايو 2017