آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د حنان طنطاوي
  5. ماري منيب تواجه تميم (2)

 

وصل خبر المواجهة بين ماري منيب وتميم؛ لبعض من أصدقائها، فقرروا الاحتفال بعودتها، ومشاركتها نفس الرقعة الخيالية، لدعمها في هذه المواجهة. اختاروا لزيارتها يوم 28 يناير، كوْن تاريخه يتوسط يومي ميلادها ورحيلها. 

 

جلس الجميع يحيطون بتميم، يتبادلون نظرات متحفزة؛ تشي بغبطة من يتأهب لعرض مشوّق، غير أن بطل المشهد؛ تميم، بدا حائرًا، منهمكًا في تقليب مجسمٍ للكرة الأرضية بين كفيه، يديره يمينًا ويسارً! 

 

رحّبت ماري بأصدقائها؛ بنظرة لا تخلو من الحرج، وكأنها تعتذر عن عدم اكتراث #تميم بهم. قالت لهم:

- يا أهلا.. يا أهلا..ده إحنا زارنا النبي! 

ثم نظرت لتميم وقالت محاولة أن تسسترعي انتباهه:

-منور يا سيدنا!

 

مالت بقامتها على "زكية إبراهيم" تهمس في أذنها:

-وَجَب يا اختي أكلمه بشويش، حاكم أنا سمعت إنه بيمسك السما في إيده، وبيسخر فيها.. اللهم احفظنا- سكتت لحظة ثم شهقت وأدارت كفها بأصابعه مضمومة فوق رأسها، وارتفع صوتها رغما عنها وهي تكمل جملتها- أشتاتا أشتوت! بيسخر الجن! 

 

شهقت "زكية ابراهيم" وهي ترفع ياقة فستانها، وتبصق في صدرها، ثم سألت تميم بصوت فيه بعض الفزع: يالهوي يا ادلعدي.. إزاي بتعمل كده؟! 

 

#(... هذى سمائي في يدي أنا لي سماء كالسماء صغيرة زرقاء أحملها على رأسي

وفيها بعض ما في أختها

فيها ملائكة قد انهمكوا بإصلاح الموازين العتيقة

أو مراجعة الكشوف وجدول الأسماء والأنساب

والخلق فيها يرفعون صحائف الأعمال يصطخبون والأبواب

كنز لطلاب الحقوق

مرافعات لا تضاهى في الفصاحة

كل تاريخ الخليقة ثم يسرد

ماعرفناه وما أخفاه عارفه وغيره

فما تاريخنا إلا مرافعة أمام الله

والشيطان ليس كما توقعناه في قفص الإدانة واقفا لكن ممثل الادعاء

ويحضر الناس الأدلة والشهود ليثبتوا منها جدارة آدم بالسجدة الأولى

تراهم يعرضون حوادث التاريخ مثل التاجر الشامي

يعرض مالديه من حرير لم يفصله بكل حماسة

وكأنما كانت لنا في صنعة الدهر اليد الطولى

وكأن هذا الدهر لم يفسد ويصلح ما يشاء

إن السماء ككل دائرة تضج بأهلها

لجب على لجب

وفي الأرجاء صوت مؤذن يرتج حي على الفلاح

والجن تأتيني بتعليماتها

مثل الجرائد كل يوم في الصباح

تمضي وتتركها أمام الباب

هي هكذا توحي إليّ

هذى سمائي في يدي..)# 1

 

- يا للهول! برافو! جميل! -أكمل إشعال سيجاره الفاخر، ثم ألقى بعود الثقاب؛ وصفق بيدية تصفيقة متأنية، وهو يضع ساقًا على ساق، وأكمل بذات النبرة الرخيمة- على كده ممكن نكتب جزء تاني من مسرحية "الشيطان"! ثم ضحك ضحكته المسرحية المعروفة. 

 

قاطعت ماري ضحكته بملامح ممتعضة، ونظرة معاتبة، وصوت يميل للدلال، ينما تميل بكتفها على صدره:

- آه يا قلبي! بقى كده يا وهبي بيه! جزء تاني من المسرحية عشان أمينة هانم تمثل فيه بردو وأنا لأ؟! 

 

لم يعر أحدٌ من الجلوس أهمية تُذكر لجملة ماري، إذ ظلّت نظراتهم مشدوهة؛ متعلقة بتميم، ثم قال "علي الكسار" : 

 

-يخرب بيت كده! مسرخيات إيه؟! وتسخير جن إيه؟! ده تميم ده هو إللي إفريت!! بقول لك إيه تميم! خلستوا خلاس!.. إنت تكتب لنا جزء تاني من فيلم "ألف ليلة وليلة". 

 

#(...القصة أعمق مما يرى أكثر قارئيها، فحين تختصر المرأة في بعدها الجسدي وحده، وعلامته في القصة هنا العذرية، كما هي علاقة الجني بصاحبته، أو علاقة شهريار بضحاياه، تصبح المرأة في خطر، والرجل في خطر؛ يكون الرجل تعيسا، والمرأة قتيلة! والبلاد خرابًا، فشهريار مستعد لأن يرتكب مذبحة عامة، وأن يخرب بلاده، ليضمن أن لا تكون أي من زوجاته لرجل غيره. لاحظ؛ أنه لا يطلقهن بعد الليلة الأولى، بل يقتلهن لأن ما يخيفه، هو أن تكون زوجاته لرجل سواه، سواء فعلت ذلك بالشرع أو دونه. إن شهريار يرتكب مذبحة لأنه يرى ذلك الطريقة الوحيدة للحفاظ على شرفه، وشرفه عنده هو تملّك المرأة، والمرأة عنده الجسد، وضمانة تفرده بمُلْك المرأة المختصرة في بعدها الجسدي، هي العذرية قبله، والموت بعده، لذلك ليس صدفة أن مشهد دنيا زاد؛ طفلة لم تبلغ، وشهرزاد قائمة مقام أمها، هو المشهد الذي يؤجل غضب شهرزاد للحظة؛ يرى في المرأة الأم والبنت، مثالان للمرأة مختلفان، عن مثال المرأة المشتهاة. شهرزاد تحكي لأختها الطفلة؛ لا الملك، فما شغل الملوك، سماع قصص الجن والعفاريت، ولكنها تتعمد وقف القصة عند نقطة تثير فضول الملك، فيرغب في السماع، فيصبح هو أيضا، متلقيا للقصة كدنيازاد، فيصبح كالطفل، وتصبح شهرزاد أمه هو الآخر. كأن القصة تروي كيف أن العلاقة بين الحبيبين أو الزوجين، إن كانت مقتصرة على الجسد والسلطة، كعلاقة الجني الأحمق بالصبية التي في الصندوق، وعلاقة الملكين بزوجتيهما الأوليين، وعلاقة شهريار بجواريه، تنتهي بالخيانة والقتل، أما العلاقة التي تكون المرأة فيها أكبر من البعد الجسدي وحده، فهي التي تعيش..) #2 

 

-يالطيف! يا لطيف! إيييه! إنتو ما عندكوش أجداد؟! ما عندكوش جدّات؟! أنا بدّى أفهم راح فين الضمير؟! إلا قول لي يا إبني إزاي تقرا التراث اللي ورثناه عن جدودنا العظماء كده؟! 

 

كان يخبط كفًا على كف، يرفع حاجبًا أكثر من الآخر، ويجلجل بصوته المبحوح مستنكرًا؛ حتى قاطعته ماري:

- مالكش حق ياسي نجيب! ده كلامه كله مفهومية، وطبطب بيه على قلبي المكسوووور- كانت تخبط بقبضة يدها على صدرها بقوة، ثم أردفت بصوت متباكي- مش أحسن من اللي مشّاني أنا وأوختي؛ وقال لنا إنتو مِسَلْوَعين ويلزمكوا تاكلوا شوية وتتخنوا قبل ما تدخلوا فرقتي!

ده سيدنا بيقول: (المرأة فيها أكبر من البعد الجسدي وحده!) كده يبقى هو بينكر التراث والجذور؟! 

 

قال "يوسف وهبي" بصوت خفيض لاتخلو نبرته من الممازحة:

- يتنكّر للتراث إيه؟! ده لئيم! ده بياخدنا تحت، عشان ينط بينا إحنا والتراث لفوق، فوووق، هاهاها... 

 

#(إن ثمّ وهمًا عند الكثيرين أن المستقبل منقسم إلى اختيارين اثنين؛ التراث، والحداثة. أو الأصالة، والمعاصرة، كما يحب الحكام العرب تسميتهما. وهذه الثنائية في اعتقادي زور، لأن المرء لا يمكنه أن يتجاوز تراثه إلا بالغوص فيه.  

 

والحداثة في كل حضارة عبور للتراث لا تخلٍ عنه؛ لم تكن صدفة أن مؤسس المذهب البروستانتي كان قسًا كاثوليكيا، وأن المدن الإيطالية التي كانت مهودا لعصر النهضة الأوروبية و الفلسفات الإنسانية التي قلصت سلطة الكنيسة، كانت مليئة بالباباوات والكرادلة والجداريات المزدحمة بمشاهد من الكتاب المقدس!

................................ 

 

ببساطة إن كنت بلا جذور فلن تأتي بتغيير جذري.

........... 

 

لنتعلم من كل العالم ولا ننسى أننا من العالم كذلك؛ لنقرأ كل كتاب نجده لا كتب المنتصرين علينا فحسب. 

 

لنقرأ ما نجد من كل قارة و أمة. ولنكن رفاقًا إذن معشر المغلوبين في بلادنا في كل البلاد، ولنبحث عن حداثات كثيرة، فالعالم أوسع من قصوره و معسكراته وأكبر من حدود حكامه بالمعنيين: الأسلاك الشائكة التي تضيق الأرض، والخوذ العسكرية التي تضيق الخيال!)# 3 

 

- طب ودين النبي، ومن نبّى النبي نبي، إنت بتقول دُرر يا سي الدّلْعدي تميم! 

 

_معلوم يا ست زكية! دُرر! ما هي جيالك ع الطِّبطاب تعملي جزء تاني من "ألف ليلة وليلة"؛ مادام ماري مش فيه، وهتستفردي بحبيب القلب! طايب! ماشي! صبركم علي بالله... أنا اللي استاهل اللي دلتكم على مكان سي تميم، أنااا الغلطانة أنااااا!.. وآخرتها تسيبوني كده وحدانية! من غير ولا دور واحد؟! ولا مشهد! أهون عليكم؟ يرضيك كده يا يوسف بيه؟  

  

سارعت "زكية إبراهيم" بالرد عليها بنبرة غاضبة، وصوت مرتفع: 

-حيلك..حيلك! وحدانية إيه يا ماري يا اختي؟! ما تبطلي افترا! هو انتي عاتقة؟! ما انتي لهفتيه ولهفتي معاه دور الحما! شهقت مستنكرة، وتابعت -من صدق تتمسكني لحد ما تتمكني! قُصْره! أنا كان قصدي إن سي الدّلعدي بيقول كلام يتوزن بالدهب؛ عجبتني قوي: (المرأة المختصرة في بعدها الجسدي).

 

قام "علي الكسار" منتفضا من مكانه؛ يقول مندهشا وهو يشير بكلتا يديه تجاهها: 

_سوف الولية.. سوف! يأني هو قال دي بس؟! ما قالس: #(مهًا جمالها وجع 

 

من ذاقه فلا ارتوى..)4

 

ما قالس: 

(قل للصبية تُحييني وتُرديني 

 

لم يبق مني سوى ما ليس يبقيني 

 

ياظبيةً في قديم الشعر ما برحت 

 

تُبكي الكريم بمنهلٍ ومكنون) 5 

 

بدا على الجميع علامات التأثر، فأكمل الكسّار بنبرة متباهية: 

طيب انتو تأرفوا قال أنها إيه كمان؟... بيقول أليها: 

 

(غزالة صادت قلوب الناس بلا خَيَّة)6

 

-يا دهوتي! -قالها الريحاني مندفعًا.. عدّل جلسته ثم أكمل- آه بس حضرتك مش واخد بالك.. الموضوع مش بريء؛ هي نفس الغزالة دي قايل عليها، قبلها:   

 

(غزالة تخلق في معنى الحبس حرية)6 

 

كان "يوسف وهبي" يومئ إيجابًا مع كلام "نجيب الريحاني" ثم قال تصديقًا:

-ده شاعر نمرود! وغزلانه شرسة! إنتو ناسيين لما قال: 

 

(سهامكم صائبات في أكنَّتها 

 

الظبي يأخذ عنها بعض سُنّتها..)7

 

ولاّ أما قال: 

 

(غزالٌ ذاد صياديّ عني 

 

بضِعفِ شراسة الأسد الضري 

 

وديع وهو يودي بالضّواري 

 

وأعزل وهو يفتك بالكمي..)8 

 

اتكأ على الكرسي وأخذ نفسا عميقا وهو يشعل سيجارًا جديدًا، ثم أكمل:

- يعني لما يكتب عن غزال بيصيد زي ما يكون سهم بيصيب، رغم إنه كانن في مكانه! ده حتى مش سهم مطلوق ياخيّ! وإنه الغزال برغم وداعته، إلا إنه بِضِعف شراسة الأسد والشخص المُسلّح!.. هه! يا للهول! ده غزال ده؟! ولاّ مصيبة؟! 

 

فبادرت "زكية إبراهيم" بصوت وملامح متهللة: 

ينصر دينك.. أهو يوبقى كده صح: ما تختصرش المرأة في البعد الجسدي! 

 

-يا آلم يا هوو! إنتو هتجننوني؟! طب ما هو قال بردو : (بل تصر القصة على أن المرأة فيها كل شيء؛ هي المشتهاة، وهي أيضا الراعية، الرائمة، الراحمة، المداوية وجع الروح!)2 

 

فردّت زكية تلاحقه:

- بيقول لك:(مداوية وجع الروح) يا اللي تنشك في روحك! ما له ده بقى ومال المسخرة اللي بتلمح لها دي من صباحية ربنا؟! 

 

-أستغفرُ الله العظيم! يا ستُّو أنا ما سمئتيش كلمة المشتهاة؟!  

طب بلاس دي.. ما سمئتيهوس بيقول أن الصبية: 

 

(وعشقها كالشرهِ 

 

إذا بدا لم ينتهِ 

 

فهي الغزال والأسد)9

 

- عدّل الريحاني طربوشه وقال له:

- وإنت ما سمعتوش لما قال: 

 

(يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟" 

 

قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ" 

...

يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ 

 

لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا 

 

قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ 

 

لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ 

... 

يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ، 

 

وَقُومِي،.. إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.) 10 

 

-يا آلم يا نااس! ماهوّ هنا بيشبه أمته المجروهة بالغزالة، يأني الغزالة ممكن تكون وطنه اللي بيتمناه، وأمته اللي عايزها تقوم وتهمّ! وممكن تكون كمان حبيبته الجميلة.. -سكت الكسار لحظة، ورفع وجهه لأعلى وأغمض عينيه، ثم استأنف كلامه قائلا:- ممكن تبقى غزالة شِعر، وبتاكل من إيد ليلى سُكّر..آه.. سووكككر!.. يا سلااام!!

 

غيّر "يوسف وهبي" جلسته، وتقدم على طرف الكرسي، وبصوت يميل للغضب:

-يا بني آدم افهم؛ ما هي الغزالة الأسد، اللي عشقها كالشّره والسُكّر دي، قال عنها سعادة البيه كذلك:

 

(لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً 

 

بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا) 11 

 

يعني غزالة مِكْتسبة حُسنها من صَرْعها للأسد، دي لازم تكون غزالة بتلعب مُلاكمااا!..مصارعااا! أنا قلبي عليك؛ ماتمشيش ورا غزلان النمرود ده!.. إنت مش حمل رفصة منهم! هاهاها 

 

ضحك الجميع بصخب شديد، وبدا كما لو أن طيف ابتسامة يراوغ ملامح تميم عن نفسها. كانت ماري تقهقه وجسدها الممتلئ يرتج بشدة:  

-الله يحظك يا وهبي بيه، والله إنت دمك شَرْبااات (مع ترقيق الباء). ثم نظرت لتميم وآثار الضحك متبدّية في ملامحها وصوتها؛ قالت له: 

-ما تحضرنا يا سيدنا، أنا وِدّي أفهم حكايتها إيه الغزالة ويّاك، يعني هي الدلال والجمال؟ ولاّ الشراسة والعناد؟ 

 

#(الشمس تُدعى الغزالة فى اللغة فاعلم 

 

وبالغزالة المضيئة فى السما باحلم

 

غزالة ممكن تبيِّن طبعها الوحشي 

 

ما تغرّكمش الأسامى ورقِّة المبسم) 12

 

كان التأثر متسيدا في الغرفة، وكأنهم يفكرون في أمر هذه الغزالة المضيئة، قطع الصمت تأهب الريحاني لمغادرة المكان، قال وهو يهم بالخروج:

- ضروري أنبه ليلى منه! ده بيستدرجها هي وغزالتها، وعايز يقلب الدنيا بيهم، والمصيبة إنه أصلا بيكتب ل(شعب بغزالة اتخنق.. قَلَب التاريخ في يومين!)13

قلتولي النهاردة إيه في الأيام؟

 

قبل أن يجيبه أحد منهم ب:(28يناير) باغتهم صوت تميم نابضا كعادته: 

 

#(ضبعٌ تهاجمُ سِرْبَ غُزلانٍ فَتَهْرُبُ كُلُّها 

رَسَمَتْ حوافرهُنَّ عَشْرَةَ أفرعٍ فى الأرضِ عشوائيةً 

والضبعُ تعرفُ أنه لا وقتَ كي تحتارَ فيما بينَها 

تختارُ واحدةً لتقتلًها 

حياةُ غزالةٍ ومماتُها أمرٌ يُبَتُّ بِسُرْعَةٍ 

لا تعرف الضبعُ الغزالةََ، لا عداوةَ، لا تنافُسَ 

ربما لو كان يومًا غيرَ هذا اختارتِ الأُخرى 

وحتى بعد مقتلِها، سَتَعْجَزُ أن تقولَ الضبعُ إن سُئِلَتْ 

لِمَ اختارَت غَزَالَتَها التي قَتلَتْ 

ولكنِّي أظنُ الضبعَ تَعلَمُ جَيِّدًا، بِتَوازُناتِ الخَوفِ، 

أنَّ السِّربَ، كَلَّ السِّربِ، لَو لم يَرْتَبِكْ، لو قامَ يَرْكُضُ نَحْوَها 

طُحِنَتْ عِظَامُ الضبعِ تحتَ حوافرِ الغزلانِ، مُسْرِعَةً 

فَقَطْ لَوْ غَيَّر السِّربُ اتِّجاهَ الرَّكْضِ عَاشَ جَمِيعُهُ 

وَأَظُنُّ أَنَّ السِّرْبَ يَدرى بِاحتِمالِ نَجَاتِهِ 

لكنَّ كلَّ غَزَالةٍ تَخْشَى تَخَاذُلَ أُخْتِها لو أَنَّها فَعَلَتْ 

فَتَخْذِلُ أُخْتَها 

والأختُ خَائِفَةٌ هِيَ الأُخْرَى فَتُسْلِمُ للرَّدَى تِلكَ التِى خَذَلَتْ 

فَتَحيا كُلُّ وَاحِدَةٍ بِمُفْرَدِها 

وَتُقْتَلُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِمُفْرَدِها 

وَلَكن، رُبَّما، وَلِرَحْمَةِ الله الكريمِ عِبَادَهُ، 

هَجَمَتْ غُزَيِّلَةٌ عَلى ضَبْعٍ بِلا تَفْكِيرْ 

وَتَتَابَعَتْ مِنْ بَعدِها الغُزْلانُ، مِثْلَ تَتَابُعِ الأَمْطارِ فِى وِدْيَانِها 

في هذه اللحظاتِ تَعْلَمُ أن حُسْنًَا ما عَظِيمًا 

سَوفَ يَأتي 

ربما وَلَدٌ يُكَلِّمُ أَهْلَهُ في المَهْدِ أو يَتَنَفَّسُ الصُبْحُ الذي فى سُورَةِ التَّكْويرْ 

لا أقصدُ التشبيهَ أو سَبْكَ المَجَازِ، ولا أُشِيرُ لِثَورَةٍ عَبْرَ البلادِ، 

فَقَطْ أريدُ القَوْلَ والتَّذْكِيرْ 

هذا الكلامُ حَقِيقَةٌ عِلْمِيَّةٌ يا أَهْلَنَا 

الضبعُ أَضْعَفُ من فَرَائِسِها، 

وَأخْوَفُ مِنْهُمُ 

بِكَثِيرْ. )14 

 

  هذا ما نقله لي حتى الآن مراسلي خيالي، سألتهم إن كان الجدال حول الغزالة قد انتهى؟ فلم يؤكدوا لي شيئا، بسبب تشويش الشبكات؛ على أمل أن تحتدم المواجهة في الأيام المقبلة، وإلى أن يتجدد اللقاء، كونوا بخير! 

 

ملاحظة واجبة: ** تم نسج الحوار من الخيال، واستعارة مفردات الفنانين من شخصياتهم الفنية، مع بعض الإسقاطات على ماسبق نشره عن حياتهم المهنية والشخصية.

**كل الاحترام والمحبة لرواد المسرح والسينما المصرية، ولشاعرنا #تميم_البرغوثي.. 

 

مصادر قصائده ونصوصه الواردة في الحوار؛ 

 

1- https://youtu.be/3NXeA5D9yLc

 

2- https://fb.watch/aUVsvDfkNA/ 

 

3- https://youtu.be/4HLqMfy_gMA

 

4- https://youtu.be/s7QPgL8DlB8

 

5- https://youtu.be/p68ujAfQ4QM 

 

6- https://youtu.be/-J082NdBYFw 

 

7- https://youtu.be/rETnyU4f7P4 

 

8- https://fb.watch/aUWvTH_osn/ 

 

9- https://youtu.be/p68ujAfQ4QM 

 

10- https://youtu.be/P0YPf_HUZpo 

 

11- https://youtu.be/D0GXS4zCPU4 

 

12- https://youtu.be/tnHTZEKpHmw 

 

13- https://youtu.be/IygS313PRbw 

 

14- https://youtu.be/v4Uy6FsAxno

 

 

تمت كتابته في 2/2/2022

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334093
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190117
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181617
4الكاتبمدونة زينب حمدي169797
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130987
6الكاتبمدونة مني امين116794
7الكاتبمدونة سمير حماد 107896
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97980
9الكاتبمدونة مني العقدة95069
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91865

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

921 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع