كتاب الليالي الحلوة والشوق والمحبة
للكاتب #حسن_الحلوجي
إصدار دار تويا للنشر والتوزيع
كتاب يسرد تاريخ وتفاصيل البيت المصري، ذلك البيت الذي كان سائدا عند أغلب المصريين، ولازال يجاهد كي تظل حوائطه قائمة، مغلقا بابه على متاعبه، مكتفيا برغم احتياجه..
بين صفحات الكتاب ومع سطوره، ستعلَق وتتضفر روحك مع أدق التفاصيل التي قد تمر عليها كل لحظة، لكن حواسك تُغفلها، ولا تدركها.
سيعيد هذا الكتاب ترسيم علاقتك بالموجودات من حولك؛ يبث الحياة في الجماد قبل الحيوان، فتكتشف وأنت تقرأه مثلا: أنك على علاقة حميمة بدرابزين السلم، وربما يتوجب عليك شكره أو الاعتذار له!
بالتزامن مع قراءة مقدمة المؤلف، والمقدمة التي تليها للمؤلف المنافس -وكلاهما لنفس الكاتب- ستكتشف أهم مفارقة يبرزها هذ الكتاب؛ وهي أنه كلما زاد الانتماء للبيت الدافئ، وعشنا الحياة في تفاصيله، سنكتسب الطاقة اللازمة للخروج منه، وللاكتشاف والإبداع.
الباب الأول في الكتاب اسمه: "بيت جديد"، إيقاع هذا الباب سريع، بنفس إيقاع "عريس وعروسة" متلهفين لبدء حياة لا يفقهون من ملامحها سوى ما سمعوه، وشاهدوه من الخارج، وبهذا يكون "التشطيب" هو بطل هذه المرحلة.
الباب الثاني اسمه: "وتمر السنون"، وتمر مشاهده كبانوراما تقتنص اللحظات من حياة عائلية بمراحلها المختلفة، بما فيها من لمحات نفسية واجتماعية خاطفة.
ثم تبدأ تفاصيل السرد لتاريخ وتوصيف كل إنش في البيت، بداية من أنواع "الكالون" وعيوب استخدام "القفل"، ولا تنتهي بتعداد أنواع الشفاط أو تعريف ستارة الشباك!
تقرأ أوصافا لمكونات بيتك، والتي يُفترض أنك تعرفها جيدا، وتتعايش معها، لكنك تراها مع ما يرد عنها في الكتاب، وكأنك تكتشفها للمرة الأولى، وكأن الروح النابضة في الكتابة والتناول؛ تنفض غبارا كثيفا كان يخفي عنك كل تلك التفاصيل!.
الابتسامة الطيبة ستظل ملازمة لك طوال القراءة، لكنها ستتخلى بغتة عن طيبتها؛ وستتجرأ عليك لترجرج أركانك في ضحكة عالية؛ وأنت تقرأ مثلا عن: (الطباع التي قد يكشفها لك صندوق القمامة)!
الكتاب جميل، ودافئ، لغته سلسة، ورشيقة، في لحظة ستظن أنه كُتب بالعامية، لكنه في حقيقة الأمر كتب بلغة صحيحة، باستثناء فقرة واحدة بالعامية: (لو حاجة ضاعت منك في الشقة)، وربما كان ذلك لحساسية هذا الأمر؛ فتوجبت كتابته بنفس مفردات الباطن التي تسيطر على ذهنيتنا في لحظات البحث عن ما ضاع منا.
برغم الروح الخفيفة في الكتاب، إلا أنه ثري للغاية؛ ومليء بالمعلومات والاقتباسات من آيات القرآن الكريم، والسنة النبوية، ومن الأدب العالمي، والعربي، ومن كتب تاريخية وفكرية، وفي الهوامش أصول الكلمات من مصادر لغوية مختلفة، ليس هذا فحسب، ولكنك ستجد أيضا اقتباسات من الأفلام والأغاني والإعلانات، ومن الجرائد القديمة، وقبل أن تكمل الدهشة فروضها ، لابد وأن تقرأ أولا ذلك الاقتباس من قوانين البناء المصري، أو الحوار المنشور قديما مع أشهر مدرس خصوصي في التسعينات!
الكتاب يُعد عملا فنيا تظن للوهلة الأولى، أنه ثنائي الأبعاد، ثم تجد أنك تغوص في أبعاده؛ غير قادر على إحصائها، وحين تعلم أن مبدعه فنانا تشكيليا، ستتوقف عن العد، وتترك نفسك فقط للاستمتاع بتفاصيله.