《قتلت القتل.. وكل ده ليه؟!》
▪بقالي تلات سنين بادرس -في أوقات متقطعة- دلالات بعض الكلمات في القرآن الكريم واللي اتكررت كتير، زي: كفر، شرك، وقطع، وقتل، وقتال، وبالذات قتل وقتال.
▪ كنت بادرس كم مرة وردوا، والسياق اللي بيذكروا فيه، وإيه الآيات اللي قبلهم وبعدهم.
▪ما كنتش بادرس لفظتي قتل وقتال عشان أتأكد من معنى، أجمعت عليه معظم القراءات السوية -الغير متربصة بالقرآن أو الإنسانية- وهو:
▪أن القتل-بمعناه المادي المعروف- زي ما جه في القرآن، كله حرام إلا بالحق، والحق هنا محصور في حالات استثنائية، حددها لنا رب العالمين، أبرزهم هو قتال المعتدي اللي بدأ قتالنا، أو إخراجنا من بيوتنا وأرضنا.
▪ والحالة التانية هي القصاص، وفي الحالتين بالتأكيد فيه ضوابط وأحكام، لازم تكون مؤسسية، وعن طريق حكام، أو أولي أمر، مش متروكين للتقدير الفردي.
▪ودايما الآيات دي بييجي وراها مباشرة آيات تحث على التقوى، والعفو، وأن الله لا يحب المعتدين.
▪ما كنتش بادرسهم عشان عايزة أثبت إن مفيش حاجة في الإسلام اسمها قتال شخص عشان فكره أو دينه؛ لإن ده شيء بديهي وواضح بما لا يدع مجالا للشك في عشرات الآيات من القرآن الكريم، وإن أصلا لا إكراه في الدين، وربنا -سبحانه وتعالى- وحده هو من يحكم بين عباده، ومش من حقي أحكم على قناعات أو انتماء أي حد، طالما لم يعتد علي.
*****************************
عن شعوري لما قريت كلام "امرؤ القيس" : 《..لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل》..يا حول الله يا ضنايا ????
اللي خلاني أبحث حول السر في تكرار اللفظتين دول في عشرات الآيات، هو إني كنت عايزة أتأكد من استيعابي للمعنى الحقيقي اللي ربنا -عز وجل- عايزنا نحيط بيه ونفهمه، فكنت باسجل كل اللي ألاقيه من معاني وأمثلة وآيات فيها كلمة قتل، واللي معانيها غير المعنى المتداول -اللي هوا إزهاق الروح- من الحاجات اللي سجلتها مثلا:
▪جمل كان بيستخدمها العرب زمان، منها :
**(قُتِلت الخمر بالماء) ومعناها امتزجت به، ولفظة قتل هنا للدلالة على إن الخمر فقدت الصفة اللي بتميزها.
**(تقتّلت الجارية للرجل حتى عشقها) لفظة تقتلت هنا للدلالة على خضوعها.
**(اقتُتِل الرجل عشقا) معناها قلبه تعذب من العشق.
**(قتله بحثا) يعني ذاكر ودقق بكثرة وطلعت عينه????.
▪وفيه مقالة قريتها في مجلة البيان السنية، إن من معاني القتل في القرآن بحسب الآيات سبع معاني، منها مثلا، الإخضاع، و الدعاء باللعن.
*****************************
《فهل من مدكر》
▪قريت آيات استوقفتني فيها لفظة قتل وشفت فيها معنى مختلف عن المعنى التقليدي منها مثلا:
** (إنه فكر وقدر (١٨) فقُتل كيف قدر (١٩)) سورة المدثر
معناها أن ما فكر فيه، تسبب في طرده من الرحمة.
**( مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)) سورة النساء
معناها ما قدروش يفهموه ولا يستوعبوه
ومن أكتر الآيات اللي وقفت عندها قوله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66))
سورة النساء
بعد الآية الأخيرة دي، ومن كل اللي باشوفه حواليا، وباحسه جوايا كل لحظة، لقيت عندي أسئلة كتير منها:
▪ هو تكرار لفظة القتل، ممكن يكون الهدف منه شحن العقيدة القتالية وتحصينها من الخوف والهوان (ولا تهنوا) ضد كل معتدي على الحق؟
▪هل العقيدة القتالية معناها بس إني أمسك سلاح وأقتل؟ ولا معناها إني أواجه الظلم بالانتصار للحق بقوة وشجاعة؟
▪ هل الاعتداء على الحق بيحصل بس بالسلاح؟ ولا اللي بيظلم، و اللي بيحرم حد من حقه في حياة كريمة، واللي بيقطع لقمة عيش ، أو اللي بيتسبب في خراب بيت، واللي بيخون ثقة حد، أو بيخون الأمانة، هل ممكن اعتبار دي نماذج للاعتداء، و لازم مواجهتها؟
▪هل لما ربنا سبحانه وتعالى كان بيقول (حيث ثقفتموهم) -وبالرجوع لأصل معنى ثقف، يعني حذق أو فهم- ممكن يكون القصد، اقتلوا فكرهم أيضا، اقتلوا منطقهم المضلل؟ اقتلوا الفكرة اللي بتعمل فتنة، اققتلوها، وحاصروها أول ما تفهموها.. أول ما تكشفوها وتلاقوها؟..مش اقتلوا الأشخاص، لا، اقتلوا فكرهم ومنطقهم؟
▪ هل لما ربنا -عز وجل- قال (اقتلوا أنفسكم) كان القصد معنويا، اقتلوا الخوف اللي فيها؟ اقتلوا الشر اللي جواها؟ ارصدوها وراقبوها؟ اقتلوا الطمع والكبر وحب الشهوة والظلم اللي فيها؟
▪ هل كان القصد، حاصروا الأنا، بكل تجلياتها، بكل حيلها؟ الأنا اللي بتصور لنا إننا أعظم العظماء، أو إننا ضحايا وأبرياء، وما بتخليناش نشوف القاتل اللي عايش جوانا بيقتل معاني كتير قوي للخير والحق في كل لحظة!
*********************
كلمة أخيرة فقط للتذكرة: الفيروس مش عقاب، ومش بسببه العالم هينتهي.
وإن استقمنا فلأنفسنا، والله غني العالمين....تم.
كتابة بتاريخ: ١٢ مايو ٢٠٢٠