العزيز يحيى،
طَقس ورد بارد الليلة، ويَدي التي أُخفيها في جَيبي تَرتَعش. أود لو أَختفي، فلا يَراني أحد، أَهيمُ على صفحةِ حُزني...
يحيى، لا أريد أن أجرَّك إلى قاع كآبتي، أريدُ الانتماء إليك، أن أنسى نفسي داخلك...
وردك مُرتَعِبةٌ يا يحيى، العالم من حولي كعجوزٍ جاحظةِ العينين، مُشعثةِ الرأس، برداءٍ أسود، تَركض نَحوي،
وأنا...
وأنا أركض إليك. ضُمَّ اضطرابي، يحيى، واقصُصْ عليَّ حكايا قديمة، وتاريخَ نِساءٍ قَويات... أو لا تتحدث، فقط ضُمَّ ارتعاشتي بقُوةِ رُجولتِك، وسَيطرةِ حِكمتك على ضَياعي. يحيى، هل أطبخُ لك اليوم؟
أنا أُحبُّ مَطبخي، أطمئنُّ وأنا أُسيطرُ على طَبختي، وأُقدِّر التوابل اللازمة. أُحبُّ طعامي حارًّا، وأحيانًا لاذعًا، أُحبه ساخنًا جِدًّا، وأتخيل دُخانه فِرقةَ رَقصٍ شَعبيةٍ لنِساءٍ جَميلاتٍ، يا يحيى...
أو ماذا لو لَعِبنا بالورق معًا؟ يُمكنُك أن تجعلني أخسر، ويَكفي أن أفوز أنا بصُحبتِك...
يحيى، الكتابةُ لك فقط أفاضت على قَلبي هُدوءًا...
تَخيُّلُ الدِّفءِ من قُدورِ مَحبتي لك طَمأن داخِلي...
يحيى، ابقَ هنا...